أزمة النقل مستمرة في دمشق.. والمحافظة: الـ(GPS) نهاية الشهر
تبدو معضلة النقل الداخلي داخل دمشق وبين دمشق وريفها مستعصية على الحل، ولاسيما أن الكثير من المواطنين يشتكون من الوقوف الطويل والمتكرر بشكل يومي في المواقف وتحديدا في منطقة البرامكة وجسر الرئيس .
وبات مظهر الازدحام نفسه يتكرر في المواقف الأخرى، بالإضافة إلى “معاناتهم من تهرب العديد من أصحاب السرافيس من نقلهم، تحت ذرائع واهية”.
أصحاب السرافيس يتاجرون بالمحروقات
أوضح مسؤول قطاع النقل في محافظة دمشق مازن دباس لتلفزيون الخبر أنّ “محافظة دمشق تعاني من مشكلة النقل فيما يتعلق بمناطق الريف القريبة والبعيدة منها”.
وأشار دباس إلى أنّ “شغل المحافظة الشاغل خلال الشهرين الماضيين وإلى الآن هو تأمين الريف والمدينة في مراكز الانطلاق المزدحمة وخاصة التقاطعات الرئيسية في المحافظة وأطرافها إضافة إلى نقطة انطلاق جسر السيد الرئيس”.
ولفت دباس إلى أنّ “المشكلة التي تواجه مسألة النقل هي إتجار بعض أصحاب السرافيس بمخصصاتهم من مادة المحروقات وتهربهم عن الخط وهذا سبب مشكلة كبيرة زادت من الازدحام”.
وقال دباس: أصدرت محافظة دمشق في تشرين الثاني 2020، بطاقات شهرية يتم تبديل ألوانها كل شهر، كانت بيضاء خلال تشرين الثاني وحمراء في كانون الأول، وحالياً يتم التوزيع على البطاقة الزرقاء”.
وأضاف: يتم تزويد سرافيس مدينة دمشق كافة وفق جدول يومي بمستحقات يومية إضافة إلى قياس الكيلومتراج اليومي لكل سرفيس.
تلاعب في الكيلو متراج
وأكّد دباس أنه “أثناء جولات اللجنة المشكلة لمراقبة عمل السرافيس تم اكتشاف عدّة حالات تزوير في الكيلومتراجات حيث يقوم الشوفير بإزالة شريط الكيلو متراج وعندما يصل إلى الكازية يقوم بتحريك العداد بيده كما يشاء وفق الكمية التي سلمت له واستهلكها”.
وأشار دباس أنّ “هذه التلاعبات دفعت إلى مراقبة عملهم من قبل 45 عنصر من شرطة المرور بشكل سري في لباس مدني وتم توزيعهم على كل المناطق في بداية الخط ونهايته، سواء داخل مدينة دمشق أو في الريف”.
ولفت دباس إلى أنّه “يتم حالياً إحصاء عدد المخالفين المتلاعبين لدى قيادة الشرطة ليصار معرفة من يقوم بالتهرّب من الخط المخصص له، ومعرفة من يحصل على المادة المدعومة بسعر 180 ليرة ويقوم بالمتاجرة بها”.
أجهزة (GPS) نهاية الشهر الحالي
وأكّد عضو المكتب التنفيذي في المحافظة أنّ “كل ما يتم العمل عليه حالياً في المحافظة هو إسعافي لعدم جهوزية جهاز المراقبة الـ(GPS) خلال الفترة السابقة”، كاشفاً عن اقتراب العمل به نهاية كانون الثاني الجاري.
وأكد دباس أن هذا الإجراء يضع حد لتدخل أي شخص في عمل أي وسيلة نقل سواء كانت التدخلات من جهة التموين أو المحروقات أو المحافظة أو غيرها.
وقال دباس: “تم تجهيز غرفة خاصة مجهزة بالسيرفرات وبكل الأساسيات الخاصة اللازمة لعمل (GPS) في مدينة دمشق وسيتم من خلالها مراقبة كل وسائط النقل الخاصة والحكومية”.
وبيّن أنّ الهدف من الـ (GPS) هو “منع تهرب أي سائق من الخط المخصص له، وإنّ حصل ذلك سيتم سحب البطاقة الذكية الخاصة بالسرفيس إضافة إلى إجراءات أخرى يتم استكمالها بحقه لاحقاً”.
وفيما يتعلق بمشكلة الازدحام في البرامكة وشكوى أصحاب السرافيس من عدم توفر المازوت، أكد دباس أنه تم “اتخاذ قراراً بفتح محطة البرامكة من 12 ليلاً حتى الصباح ليتم تعبئة كافة السرافيس كي لا يكون هناك أي حجة وتأخير على نقل المواطن”.
وقال دباس: يبلغ عدد باصات النقل الداخلي في دمشق نحو 113 تابع لشركة النقل الداخلي الحكومية، إضافة إلى نفس العدد تقريباً لشركات النقل الخاصة.
وختم دباس حديثه بالقول: يوجد 3400 سرفيس تقريباً لخدمة دمشق وريفها، أمّا التكاسي العمومي كانت 24 ألف، ولكن بعد الجرد وبعد تعديل العدادات تم إحصاء 12 ألف تكسي معدلة حتى تاريخ هذا التصريح.
المرور: شوارع قديمة ولا تحسينات جديدة
على خط مواز، أوضح العقيد محمود الصالح رئيس قسم العمليات في فرع مرور دمشق لتلفزيون الخبر أن “شوارع مدينة دمشق قديمة ولم نجد أي تحسينات جديدة فيها، إضافة إلى زيادة عدد المركبات نهاراً بين 10 صباحاً – 4 ظهراً”.
وبيّن الصالح أنّ “شوارع دمشق لا تستوعب العدد الموجود خلال هذه الفترة كونها مليئة بالتقاطعات والإشارات الضوئية ولا يوجد فيها اتجاهات موحدة ولا يوجد فصل للمشاة عن مسار المركبات ما يؤثر على الحركة المرورية إجمالاً”.
وقال الصالح: يوجد ازدحام مروري نعم، ولكن لا يوجد اختناقات مرورية في دمشق، يوجد في المدينة شوارع رئيسية تربط المدينة بالريف كشارع بيروت والذي يوجد فيه نقطة ضيقة (عنق زجاجة) فوق جسر فكتوريا”.
وأوضح الصالح أنّ “مظاهر قطع الشوارع العشوائية من قبل المشاة كونه لا يوجد احترام لإشارات المرور يؤثر على الحركة المرورية”، لافتاً إلى أنّ الحل الأهم هو فصل حركة المشاة عن حركة السيارت وهو أمر برسم المحافظة سواء بالجسور أو الأنفاق”.
وأشار الصالح إلى أن “دمشق اليوم بأحسن احوالها، رغم أن عدد السيارات زاد تقريباً ما بين /3-4 أضعاف/ عن السعة الطبيعية للطرقات ضمن المدينة”.
وفيما يخص موضوع الكاميرات، أشار إلى أنّ “الكاميرات في دمشق مركبة منذ زمن ولكن تم تفعيلها مؤخراً”، مبيناً أنّ “الاعتماد على الكاميرات المرورية هو نظام عالمي لضبط المخالفات لأن شرطة المرور غير قادرة على ضبط جميع السيارات”.
قصي أحمد المحمد _ تلفزيون الخبر _ دمشق