“السيّالة”.. حلوى الأجداد وألفة الماضي بين حمص وحماة
أغلبنا يعرف هذه الحلوى التراثية الموغلة في القدم، لكن السيّالة ليس لها تاريخ أو منشأ محدد، كل ما نعرفه أنها ومن يصنعها أضحوا من تراث المنطقة الوسطى في سوريا ولاسيما حمص وحماة.
أم ثائر و هي امرأة سبعينية من حمص تتذكر كيف كانوا يصنعونها وتقول لتلفزيون الخبر: “السيّالة” أصبحت من النوادر هذه الأيام، قلائل جداً من يطهوها”.
وتابعت أم ثائر و هي مبتسمة: “يا خالتي أجدادنا كان ضرسهم طيب” (كما يقال عن ذواقي الحلوى قديماً).
و تضيف أم ثائر : “حدثني المرحوم والدي أن السيّالة أصلها من ريف حمص الغربي و لكن البعض الآخر ذكروا لي أن “السيّالة” حموية القدم و المنشأ، و تعددت الأقاويل في أصلها و فصلها و لكن تبقى “السيّالة” هي حلوى الأجداد الشهيرة”.
و عن سبب التسمية و كيفية الإعداد تقول سميرة طالب “أم جمال” لتلفزيون الخبر: “السيّالة” هي عجينة مائية رخوة جدا من الطحين والماء يتم “صبّها” على الصاج المنحني المشتعل تحته نار من الحطب”.
وتضيف “فتسيل على الصاج حتى تشكّل خبزة رقيقة وعندما يحمرّ أسفلها يتم إزالتها عن الصاج، و توضع فوراً بالماء المحلّى بالسكّر (القطر)، و هي ساخنة لتقوم هذه الخبزة بامتصاص القطر، لتصبح جاهزة للتناول”.
و أردفت أم جمال: كانو قديماً يضيفون لها السمن والزبدة العربية بطريقة (الدّهن) على وجهها “المسامي” .
و تابعت أم جمال في حديثها لتلفزيون الخبر: كانت العائلة والجيران يجتمعون في طقس محبّب حول الصاج لتبدأ الأم بتوزيع خبز “السيّالة” على جميع الموجودين في حالة اجتماعية أليفة وكان الجيران يقولون “اليوم عند الخالة معزومين عالسيّالة”.
العم أبو رائد ابتسم عندما سألناه السيّالة قائلاً: حالياً شبه اندثرت هذه الحلوى اللذيذة لأنه “خفّت البركة”، فقديماً كل منزل كان يتوفر فيه الطحين و السكّر والزبدة العربية والصاج بشكل دائم، وكان طقس السيّالة يجري بشكل معتاد داخل كل بيت”.
وختم أبو رائد بحزن: يا عمّي هذه الأيّام كل شيء أصبح أقل.. المحبّة والود والألفة والجَمعة الحلوة.. والسيّالة.
حسن الحايك-تلفزيون الخبر