5 كانون الثاني .. يوم رحل الدمشقي “المعتّق” رفيق سبيعي
تفاصيلٌ دقيقة من أثر جليل تركه “القبضاي” وزعيم الحارة الشامية، “أبو صياح” و”طوطح” شخصيات كثيرة حفظها الجمهور السوري والعربي، رفيق سبيعي أحد أعمدة الفن والدراما في سوريا والوطن العربي، والذي تصادف يوم 5/كانون الثاني ذكرى وفاته.
ولد رفيق سبيعي في 1 شباط عام 1930 في حي البزورية بدمشق القديمة، وهو ممثل ومطرب و”مونولوجست” منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، في عمر ثماني سنوات، بدأ رفيق سبيعي يحضر الموالد النبوية برفقة أخيه، وكثيراً ما كان ينسل راكضاً باتجاه المنشدين، مغنياً معهم التواشيح والأناشيد الدينية.
شبّ رفيق “سبيعي” على حلم الفن، متحدياً إرادة العائلة، وظنون المحيط، فلم يكن الأمر سهلاً في دمشق حينها، حيث كان يطلق على الممثلين لقب “المشخصاتي”، وكان يعتبر التمثيل عيباً اجتماعياً ما اضطره إلى البدء باسم فني هو “رفيق سليمان”.
وبدأ “سبيعي” مسيرته الفنية أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية مرتجلة على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرق فنية عدة كفرقة “علي العريس” و”سعد الدين بقدونس” و”عبد اللطيف فتحي” و”البيروتي” و”محمد علي عبدو”.
وأسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال عام 1946، حيث صنع شخصيته الأشهر “أبو صياح”، قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل.
كما كان “سبيعي” من بين الفنانين السوريين المؤسسين للمسرح القومي في العام 1960، حيث شارك في أهم مسرحياته، وكانت بداية ظهور رفيق سبيعي تلفزيونياً في مسلسل “مطعم السعادة” عام 1960 مع عدة فنانين منهم دريد لحام ونهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها.
وبما يملكه من كاريزما “الزكرت الشامي”، كان دور “الزعيم” في مسلسل “أيام شامية”، أحد أشهر مسلسلات البيئة الشامية عام 1992، فاتحة لتصدر أدوار الزعامة في معظم المسلسلات التي تنتمي إلى هذا النوع من الأعمال.
وحاول رفيق سبيعي تقديم أدوارٍ يؤكد فيها حضوره كممثل بعيداً عن صورة “أبو صياح”، وتمكن من ذلك بنجاح عبر تقديمه لشخصية “طوطح” اليهودي في مسلسل “طالع الفضة” عام 2011، من إخراج نجله سيف الدين سبيعي.
وفي السينما، قدم رفيق سبيعي ما يزيد عن الخمسين فيلماً، أخرها “سوريون” عام 2015، ومن أبرز مشاركاته السينمائية، دوريه في فيلمي السيدة فيروز الشهيرين “سفربلك” و”بنت الحارس”، ومجموعة أخرى من الأفلام.
وشارك عبر أثير “إذاعة دمشق” في برنامج للأغاني الضاحكة بشخصية “أبو صياح”، ليقدم أغنية “داعيكم أبو صياح معدل ع التمام”، وفي عام 1963 قدّم أغنيته الشهيرة “يا ولد لفلك شال” في برنامج “7×7”.
أما في الغناء فقد أدى خلال مسيرته أغنياتٍ أعدت خصيصاً للسينما كـ “زحليقة وتلج”، “ليش هيك صار معنا”، و”الأوتو ستوب”، وفي منتصف عام 2016 أطلق أغنية جديدة بعنوان “لا تزعلي يا شام”.
وأما عن لقب “فنان الشعب” فهو اللقب الفريد الذي منح لرفيق سبيعي من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد، ليتابع بعدها سبيعي إبداعاته التي لاقت تكريمات عدة كان أهمها “وسام الاستحقاق” من الدرجة الممتازة الذي منحه إياه الرئيس بشار الأسد في عام 2008.
ورحل فنان الشعب بعد تلك المسيرة الفنية الحافلة والشاملة موصياً السوريين ببلدهم الموجوع، حيث قال في أحد لقاءاته الأخيرة “وصلتُ إلى سن أعرف أنني قد أرحل في أي لحظة.. لذا دعوني أوصيكم بسوريا خيراً”.
روان السيد – تلفزيون الخبر