الموت يغيب أحد أعمدة اللغة العربية في دمشق المربي أنيس منصور
غيب الموت مدرس اللغة العربية الأستاذ أنيس منصور في دمشق، وهو أحد أعمدة اللغة العربية في سوريا، وتتلمذ على يديه أساتذة ومربين درّسوا أجيالاً بأكملها.
عمل “منصور” مدرساً في إعدادية “يلدا” منذ عام 1994 حتى عام 1998، ودرّس في ثانوية “البعث” في مخيم اليرموك ما بين عامي 1998 و2001، ودرّس اللغة العربية في ثانوية “الأوائل” الخاصة بين عامي 2010 و2017.
ونعى الطلاب معلمهم الراحل، الذي عرف بهدوئه ومهارته في زرع حب اللغة العربية في وجدان تلاميذه، فكان منهم المتفوقون على مستوى الجمهورية، تذكروه بكلمات ترثي معلماً عاش ومات في الظل.
ونعى مدرس اللغة العربية عماد الدين الطواشي، المعلم أنيس منصور، عبر تلفزيون الخبر، قائلاً “لا يمكن إلا أن يلفت نظرك بعبارته الرصينة، وهدوئه النفسي الأنيق، وكلماته التي يطلقها بكل قوة وهي تحمل رأيه الحكيم”.
وتابع ” الذي تشعر أنه بحق يمثل جسراً بين جيل العمالقة الذي افتقدناه وبين جيلنا الذي يسعى إلى السير على نهجهم متجنبا الزلل وطالبا التوفيق من الله تعالى”.
وتوجه “الطواشي” للمربي الراحل، بالقول ” (أبو المجد) لا يمكن لمن عرفك إلا أن يحمل لك كل مشاعر المحبة والاحترام الذي تفرضه بأدبك الجم، دون أن تطلبه، فقد كنت متواضعاً طيب المعشر، راقي الخلق، غزير العلم، وتشرفنا بأن نكون لك زملاء وأن تكون أخاً كبيراً لنا ننهل من علمه وحكمته”.
من جهته، قال مدرس اللغة الإنكليزية، الأستاذ فراس رشدان، لتلفزيون الخبر، عن المدرس الراحل “لو شئت أن ترى الأدب و الحياء والدماثة وبر الوالدين وعزة النفس كلها متجسدة في شخص واحد لرأيتها في الأستاذ أنيس رحمه الله”.
وأضاف”رشدان”: “عرفت فيه المعلم المحب لطلابه والحريص على إفادتهم و لامست فيه الإنسان المتقن لعمله والمتفاني فيه، لازلت أذكر كلماته وهو يصف لي مداعباته لوالديه الراحلين وسعيه الحثيث لبرهما والإحسان إليهما، فقدنا برحيله معلما متميزاً و زميلاً مخلصاً وإنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وعن “منصور” الإنسان، وبعيداً عن التدريس، علم تلفزيون الخبر، أن الراحل أمضى حياته في منزله بحي التضامن يرعى والدته المريضة، وعزف عن الزواج لهذا السبب، وبعد عام من وفاتها، شاء القدر أن يرافقها إلى المثوى الأخير وسط دموع وحزن من أجيال تعلمت على أيدي قامة علمية وإنسانية لا يمكن نسيان فضلها.
لين السعدي – تلفزيون الخبر