أبرز حوادث الاعتداء على الحكام في الدوري السوري بعد الحرب
يعتبر الحكم في عالم كرة القدم، السلطة القضائية التي تحكم مفاصل اللعبة، والتي تصدر الأحكام المحددة لمصائر الفرق فوزا أو تعادلا أو هزيمة.
ولنجاح أي سلطة قضائية، لابد لها من هيبة تقرها القوانين والأنظمة، وتنفذها الجهات التنفيذية بتطبيق القانون بحذافيره، حتى يأخذ العدل مجراه.
ولا يستطيع أي حكم، كجزء من سلطة الملاعب القضائية، أن يقود المباراة إلى بر الأمان إلا بحال نجاحه بالإمساك بالمواجهة منذ بدايتها وفرض هيبته وكلمته على الجميع.
وإن كان على الحكم مسؤولية قيادة المباراة بنجاح، فإن من حقه أيضا أن ينال الحماية الكاملة والحصانة للاستمرار بأداء مهامه بكل دقة وإتقان.
إلا أن الذاكرة القريبة من دورينا الكروي السوري، تقودنا لعدة حوادث سقطت فيها هيبة التحكيم، على مذبح الاعتراضات والشتائم، والتهجم، وصولا حتى للضرب.
وباستعراض أبرز تلك الحوادث التي وقعت بعد عودة الدوري لنظامه القديم في العام 2016، أي في مرحلة دوريات ما بعد الحرب، وبكل ما تحمله من تشنج، نتذكر مواجهة حطين والاتحاد في آذار 2017.
واحتسب الحكم مسعود طفيلية وقتها تسع دقائق كوقت بدل ضائع، ليتمكن الاتحاد في اللحظة الأخيرة من المباراة من تسجيل هدف التعادل، ليجن جنون كوادر وجماهير نادي حطين.
وما أن أعلن الحكم صافرة اللقاء، حتى تهجم اداريو حطين وعلى رأسهم أحمد أبو الريف على الطفيلية، وركضوا وراءه محاولين ضربه، في مشهد ظل عالقا في أذهان المتابعين الكرويين.
وبعد عام كامل، وفي نفس الملعب استاد الباسل في اللاذقية، يحتج جمهور ولاعبو تشرين على الحكم زكريا علوش بسبب عدم احتسابه ركلة جزاء لفريقهم أمام النواعير، يستغل علاء الدالي مهاجم النواعير في ذلك الوقت، انشغال البحارة بالاعتراض، وينفرد مسجلا هدف الفوز لفريقه.
وانفجر الغضب في الملعب على الحكم، وتهجم عليه لاعبو وكوادر النادي، قبل أن يقوم رئيس النادي اللاذقاني آنذاك معاوية جعفر بضرب الحكم علوش، الذي أعلن مباشرة نهاية اللقاء، بخسارة تشرين قانونياً 3-0.
وصدرت عقوبات فردية آنذاك بحق أبو الريف وجعفر، أبعدتهما عن العمل الإداري، سعيا من القيادات الرياضية للحفاظ على هيبة التحكيم.
وفي العام 2019 شهد لقاء الفتوة والنواعير بكأس الجمهورية اعتداء مدافع الفتوة زين الفندي على حكم اللقاء، وضربه حتى طرحه أرضا، بسبب احتسابه ركلة جزاء للنواعير في آخر دقائق اللقاء.
ومع نهاية العام 2020، استقبلت جبلة الديربي الناري بين فريقها وتشرين، وسط أجواء حماسية وتنافسية، تمكن معها الجبلاويون من تسجيل التقدم لفريقهم عبر محمود البحر.
وبعد عدة دقائق يتدخل حكم الراية عقبة الحويج، لينبه حكم الساحة أيمن العسافين لوجود ركلة جزاء لمصلحة تشرين، لتثور ثائرة مشجعي وكوادر “النوارس”.
وتوقفت المباراة حوالي الثلث ساعة بعد قرار الحكم بسبب الاعتراضات الجبلاوية، والتي تكللت بقيام كل من معالج الفريق حامد ابراهيم، وإعلامي الفريق ماهر عباس بضرب حكم الراية الحويج، على مرأى ومسمع مشاهدي البث المباشر عبر قناة سوريا “دراما”.
وكانت آخر حلقات المسلسل سيء السمعة، ما حدث السبت بلقاء جبلة وحرجلة، والذي شهد تعرض الحكم محمد عبد الله للضرب من قبل مشجع مجهول، على الرغم من عدم وجود أي مشاكل تحكيمية طيلة السبعين دقيقة الملعوبة من اللقاء.
يذكر أن أخطر ما في سقوط هيبة التحكيم، هو غياب القانون الناظم والفاصل بين الفرق المتبارية، وضعف الحكام وخروج الأمور عن سيطرتهم، ما يؤدي إلى مشاكل لاتحمد عقباها بين المشجعين على المدرجات.
تلفزيون الخبر