العم أبو أحمد.. بطل من نوع خاص
يسند العم “أبو أحمد” بسنواته الـ 66، ظهره على أحد جدران مدرسة “جول جمال” في اللاذقية، يجني رزقه ورزق أبنائه من بيع باقات البقدونس، الفجل، البصل الأخضر، القريص والنعناع .
ويقول أبو أحمد لتلفزيون الخبر: “أملك قطعة أرض في قريتي (روضو)، وبعد تقاعدي، وجدت فيها مصدر رزق إلى جانب راتبي التقاعدي، خصوصاً أن لدي أبناء في الجامعة “والراتب لا يكفي والمصاريف مرتفعة”.
وأضاف أبو أحمد “بدأت الحكاية مع دخول الحرب السورية عامها الثاني، عندما جنيت المحصول من الأرض، وتوجهت لأول مرة إلى هذه الزاوية بالتحديد (أحد جدران مدرسة جول جمال)، لتنشأ بيني وبينها قصة حب”.
ويتابع: “لدي 7 أبناء، ولدين، و5 بنات أكبرهن بعمر الـ 40 سنة، 3 منهم في الجامعة، ومصاريف الجامعة مرتفعة ومكلفة من محاضرات ومواصلات وملابس، المسؤولية كبيرة ولا يوجد إلا راتب التقاعد”.
يروي “أبو أحمد” تفاصيل يومه: “كل يوم أبدأ بجمع خضرواتي عند الساعة الرابعة صباحاً وأتجه إلى المدينة، أصل عند السادسة صباحاَ، أفرد خضرواتي وأبدأ بيعها، وأنتظر نفادها بالكامل، لأعود عند الساعة الخامسة مساء كل يوم”.
يضحك “أبو أحمد” بوجهه البشوش، ويشعل سيجارته ويتابع: “العائلة رقم واحد في حياتي وجمعتني بزوجتي قصة حب منذ 45 سنة، هذا الشي جعلني أبحث عن مصدر رزق آخر أحصل من خلاله على مبلغ يسندني ويساعد في التكفل بمصاريف البيت، لأن الـ 40 ألف (راتب التقاعد) لا تكفي شيئاً”.
لا يخفي العم “أبو أحمد” فخره بماضيه “لم أدخل على بيتي ليرة حرام بمشي الحيط الحيط وبقول ياربي السترة”، ويستفيض في شرح عمله الحالي مزارعاً وبائعاً للخضار “أصبح لدي زبائن يأتون إليّ بشكل خاص لأن أسعاري أقل من السوق”.
ويتابع “تطورت علاقتي بهم لدرجة أنه في الكثير من الأحيان يقدمون لي خدمات كل حسب مجال عمله، كتر خير الله الناس لبعضا”.
يخرج الرجل الستيني ورقة صغيرة قديمة من جيبه مدون عليها رقم هاتفه ويقول: “الكهربا كتير أحيان ما بشوفها، ما برجع عالبيت لليل وبنام بكير، وولادي الهن حق عليي أمنلن طلباتن، في مجال تحكوني ع رقمي لشوف حالي عالتلفزيون بعد ٦٦ سنة من عمري”.
شذى يوسف- تلفزيون الخبر- اللاذقية