لماذا يطلقون النار في الأفراح .. وهل يعاقب القانون السوري على هذه الممارسات؟
تنتشر ظاهرة “إطلاق النار في المناسبات” بكثرة في المجتمع السوري، فلا تكاد تخلو أي مناسبة منها، سواء حفلات الأعياد ورأس السنة، إلى حفلات الزفاف، وصولاً للتخرج والنجاح والتفوق الدراسي.
ويتجاهل الكثيرون من ممارسي هذه “العادة المجتمعية” مخاطرها، بدون وجود أي مبرر أو سبب عقلاني لربط الفرح بفعل عنيف كإطلاق النار.
الدكتور يوشع عمور، أخصائي الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، يقول لتلفزيون الخبر إن “هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب متداخلة”.
وأوضح عمور “قد يكون بسبب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (السيكوباتية)، حيث يرغب هؤلاء الأشخاص بالحصول على السعادة بأي طريقة ولو على حساب الآخرين، بدون الاحساس بالذنب أو المسؤولية”.
وأضاف “عمور”: “أثرت الحرب والأزمات في سوريا في انتشار هذه الظاهرة، فازدادت مظاهر التعبير بالعنف وإطلاق النار، وشكلت فرصة للشخصيات السيكوباتية، التي تمتلك حب الظهور، لإبراز نفسها”، وأضاف “لا يفيد في هذه الحالة إلا الردع”.
وتابع “عمور”: “يعتبرها البعض شكل من أشكال التفريغ النفسي للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو ضغوط مجتمعية واقتصادية، والبعض الآخر يتماشون مع سياسة القطيع وحب التقليد لهذه العادة، يمكن في هذه الحالة أن تفيد التوعية وحل المشاكل النفسية”.
وفي هذا الخصوص، قال “أبو أحمد”، أب لـ 3 أولاد وعمره 40 سنة، لتلفزيون الخبر: “كنت مبسوط وشفت الكل عم يقوص براس السنة ما وقفت عليي، ماحدا أحسن من حدا وهي كم طلقة بالهوا ما بتأثر”.
في حين أن جاره “أبو مصطفى” قال لتلفزيون الخبر إنه “قطع علاقته مع جاره بسبب هذا الفعل”، ووصفه “بعدم المسؤولية وقلة الوعي، ولا يجلب إلا الأذى والضرر”، ونوه إلى أن “الموضوع أصبح تحدٍّ من سيطلق أكثر معتبرين أنها مظهر من مظاهر الرقي والتحضر، وهي العكس تماما”.
وتحدث المحامي رامي جلبوط، مؤسس مشارك ورئيس سابق لجمعية “نحنا” الثقافية، لتلفزيون الخبر عن رأيه بهذه الممارسات وقال: “الظاهرة قديمة سواء بالحزن عند تشييع أحد المقاتلين في المعارك، وبالفرح أيضا حيث تطور الأمر من رش الأرز والزينة إلى إطلاق النار”، أما “قانونياً فالموضوع معقد ومرتبط بمدى تطور الحالة”.
وتابع “جلبوط”: “لكل حالة توصيفها الخاص، لأن اطلاق النار جنحة قد تكون مرتبطة بالسلاح نفسه في حال كان حربي مرخص أو غير مرخص، أو سلاح صيد أو سلاح حربي غير مرخص ولكن ممنوع إدخاله إلى البلاد، ومرتبط أيضاً بحالة أذى الضحية واثبات رابطة السببية ما بين إطلاق النار والإصابة ولكل حالة توصيفها وعقوبتها”.
وأضاف “جلبوط”: “نص المواد القانونية مرن بهذا الصدد، حيث النص لا يعاقب على إطلاق النار بالهواء بل يعاقب على حالة إشاعة الذعر والخوف بين الناس والارهاب”.
وانتشرت العديد من التوصيات للتوعية من خطورة ممارسة هذه الظاهرة وكذلك الانتقادات على “الفيسبوك”، قبل يوم رأس السنة، لمحاولة الحد منها، ومع ذلك ضجت سماء سوريا بمختلف أنواع الرصاص والقنابل والمفرقعات والألعاب النارية.
وكان مصدر في مستشفى تشرين الجامعي قال لتلفزيون الخبر إن “المستشفى استقبل 6 إصابات بمقذوف ناري بسبب إطلاق النار العشوائي و20 إصابة بسبب الألعاب النارية”.
وأعلنت مديرية صحة اللاذقية عن “أربع إصابات بينهم طفلة في الخامسة من عمرها جراء إطلاق النار العشوائي والألعاب النارية دخلوا المستشفى الوطني”.
يذكر أن سرعة الرصاصة في سقوطها يمكن أن تصل إلى 300 قدم في الثانية الواحدة، ونسبة أن تصيب الرأس عوضاً عن الأعضاء الأخرى، تزيد عن 70 في المائة، وهناك حالات مرتفعة لإصابات أشخاص في الكتف والظهر والصدر، بحسب دراسة أجراها أطباء في لوس أنجلوس.
زينة يوسف_ تلفزيون الخبر