حلب في 2020.. نصر عسكري ساحق وخيبة أمل خدمية
احتل المشهد العسكري في 2020 صدارة الأحداث في حلب حيث احتفل الحلبيون بمدينتهم عقب تأمينها بشكل كامل بعد عمليات تحرير مساحات واسعة من ريفها، وإعادة افتتاح أوتستراد حلب – دمشق الدولي.
وتسارعت العمليات العسكرية في ريف مدينة حلب الجنوبي والغربي وصولاً لخاصرة المدينة الشمالية، خلال اشهر شباط من العام 2020، عقب تقدم كبير حققه الجيش العربي السوري في أرياف حماة وإدلب، ليعلن بدء معارك تحرير الريف الجنوبي، بعد تحرير مدينة معرة النعمان وتوجيه البوصلة نحو مدينة سراقب ومنها صوب مدخل حلب الجنوبي.
وفي يوم 11-2-2020 احتفلت حلب بإعادة افتتاح الأوتوستراد الدولي بعد سبع سنوات من انقطاعه، وذلك إثر تحرير منطقتي الراشدين الرابعة وبلدة خان العسل، آخر معاقل المسلحين المطلة على الطريق.
ويبلغ طول طريق حلب – دمشق الدولي 400 كيلومتر، ويحتاج قطعه لحوالي 4 ساعات، واصلاً أقصى محافظة سورية بالشمال، وهي حلب، مع العاصمة دمشق في الجنوب.
ولم تتوقف العمليات العسكرية عند هذا الحد، بل استمرت صوب تأمين كامل الطريق وتحرير القرى والبلدات المطلة والقريبة منه على جهتيه الشرقية والغربية،قبل أن يفتح الجيش العربي السوري جبهة الريف الشمالي من جهة جمعية الزهراء.
وبعد خمسة أيام فقط من تأمين طريق حلب – دمشق، احتفل الحلبيون مرة أخرى بتأمين خاصرة المدينة الشمالية الغربية، والتي كان يطلق منها المسلحون القذائف على المدينة، الأمر الذي شكّل عملية تحصين لعاصمة سوريا الاقتصادية.
وجاء توجه الجيش نحو الشمال الحلبي بعد تحريره مناطق كفرداعل وبابيس وحوار في الخاصرة الشمالية الغربية، ومن ثم دخوله منطقة جامع الرسول الأعظم في المالية بحي جمعية الزهراء، ليحرر بعدها بساعات قليلة بلدة كفر حمرة وعندان وحيان، مروراً بحريات ووصولاً لنبل والزهراء اللتان كانتا محاصرتان.
ومن أعنف المعارك التي حصلت خلال تلك الفترة، كانت تلك التي جاءت عقب كسر الجيش العربي السوري خطوط دفاع المسلحين الأولى في حي جمعية الزهراء، حيث شن المسلحون حينها هجوماً كبيراً على الحي، استخدم فيه 3 سيارات مفخخة.
الجهد الكبير الذي بذله الجيش السوري وما نتج عنه من تأمين وتحصين للمدينة لم يقابله الجهد الخدمي المنتظر، وسط تقاعس بعض المديريات عن أداء واجبها، أو بذل ربع ما بذله الجيش.
فبعد نحو عام على تأمين المدينة وتحصينها، وبعد أربعة أعوام على تحريرها من الفصائل المسلحة، مازالت تعاني حلب من واقع خدمي سيء في معظم مفاصل الحياة.
مازالت مدينة حلب تعاني في قطاع الكهرباء، حيث يبصر أبناء المدينة النور سويعات، ويعيشون في ظلام دامس لأيام، ومازالت أحياء المدينة المحررة خارج خريطة الخدمات الفعلية، يشكل الدمار الذي خلفته تلك الفصائل ملامحها الرئيسية.
أربعة أعوام مرت على تحرير حلب، وعام على تأمينها وتحصينها، ومازال قسم كبير من سكان المدينة يعيشون تحت رحمة تجار “الأمبيرات” الذين يرفعون أسعارهم بشكل مطرد.
أربعة أعوام مرت على تحرير حلب، وعام على تأمينها وتحصينها، ومازالت المدينة الصناعية، قلب اقتصاد المدينة، يبحث عن إنعاش، فلا زيارات الوزراء ، وما أكثرها، نفعت، ولا الوعود بتحسين هذا الواقع نفذت.
أربعة أعوام مرت على تحرير حلب، وعام على تأمينها وتحصينها، ومازال الحلبيون ينتظرون أن تنفض مدينتهم غبار الحرب عنها، وأن تستعيد، ولو جزءاً بسيطاً، من ملامحها عاصمة اقتصادية تنبض بالحياة.
لم يكن 2020 عاماً عاماً عادياً في حلب، حيث عاش أبناء المدينة جميع التناقضات الممكنة، بين فرحة في الخلاص من الموت الذي كان يقبع على خاصرة المدينة الشمالية الغربية، وفرحة بعودة الطريق الرئيسية للعمل، وبين خيبات أمل متتالية من واقع خدمي ومعيشي لم ينفع معه “التسويف”، والوعود.
وفا أميري _ تلفزيون الخبر