“إهمال وظيفي”.. تفاصيل التحقيقات بحادثة صعق الطفل “يزن” بسلك كهربائي في طرطوس
أثارت حادثة صعق الطفل “يزن محمود” خلال لعبه بأحد أسلاك الكهرباء المتدليه في ريف طرطوس التساؤلات حول تفاصيل الحادثة وكيفية وصول الطفل لبرج كهرباء وإمكانية وجود إهمال من قبل مؤسسة الكهرباء.
وتوصل فرع الأمن الجنائي في طرطوس إلى وجود “إهمال وظيفي” بعد التوسع بالتحقيق في الحادثة بناءً على توجيهات وزارة الداخلية.
وأكد مصدر مطلع لتلفزيون الخبر أن “التحقيقات بحادثة الطفل “يزن محمود” انتهت ونتج عنها أن هناك إهمال من عمال بمركز الكهرباء الروضة، والكبل المتدل من البرج ملغى من عدة سنوات ولا يوجد به كهرباء”.
وتابع المصدر بالقول “كان يجب على العمال الفنيين بالمركز أن يقوموا بقطع الكبل قبل وقوع الحادثة، إلا أنهم قاموا بإلغائه بعد وقوع الحادثة بثلاثة أيام”.
وأردف المصدر أنه” بعد استعمال الفتى للكبل ونتيجة التمرجح به تم وصول الكهرباء له من الخطوط الموجودة بأعلى البرج، التي ليست خطوط توتر والتي يوجد به كهرباء”.
وأكمل المصدر “وإنما مأخوذ تغذية من الطرف الآخر للبرج بواسطة كبل عاري والعزل به ضعيف، ويحتمل أن وصول الكهرباء للطفل عبر الكبل المتدل الذي صعقه بسبب ذلك بحسب رأي الخبراء المحلفين”.
وأكد المصدر أن “هناك إهمال وتقصير من عمال الكهرباء بهذا الشأن، لأنه من المفروض أن يتم قص هذا الكبل وعزله بالكامل طالما تم الانتهاء من استعماله وإلغائه، لأن الكبل ملغى وكان عبارة عن ناقل للكهرباء”.
وذكر المصدر أن “الكبل ليس لتفريغ الشحنات كما يشاع على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو ناقل للكهرباء ولم يتم إلغاؤه بشكل نهائي من البرج، بل تم فصل الكهرباء عنه فقط”.
وبيّن المصدر أن “الطفل يزن محمود كان بصحبته اثنان من رفاقه أثناء وقوع الحادثة، حيث أكدوا أن يزن هو من قام باستعمال الكبل واللعب به، حيث ثبت بالشهادة هذا الكلام”.
وأفاد المصدر أنه “تم الاستعانة بخبراء محلفين وخبير بقسم الأدلة الجنائية، حيث رجحوا احتمالية صعق الطفل بالكهرباء بسبب تحريك الكبل ووصول الكهرباء إليه من المكان الذي يوجد العزل به ضعيف أو عاري”.
وذكر المصدر أنه “على خلفية هذه الحادثة، تم توقيف رئيس مركز طوارئ كهرباء الروضة، والموظف الفني الذي قام بقطع الأسلاك بعد وقوع الحادثة بثلاثة أيام، وتم تقديمهما للقضاء أصولاً يوم الأربعاء”.
قص الأسلاك بعد الحادثة
من جانبه أوضح مدير عام شركة كهرباء طرطوس المهندس عبد الحميد منصور لتلفزيون الخبر أنه “بتاريخ 10 كانون الأول الجاري خرج رئيس مركز كهرباء الروضة موسى بشارة إلى منطقة الحادثة لإجراء إصلاح عطل، فتم إخباره بحادثة صعق الطفل منذ أربعة أيام”.
وتابع منصور بالقول “عندها توجه بشارة إلى موقع الحادثة وجد برج كهرباء متوسط 20 كيلو يتدلى منه سلك يرتفع عن الأرض مسافة متر، وليس عليه كهرباء، بالإضافة إلى سلكين مربوطين بالبرج على ارتفاع مترين ونصف”.
وذكر منصور أن “الأسلاك الثلاثة ملغية ولا يوجد بها كهرباء منذ عشرين عاماً بحسب أقوال مدير مركز الروضة بشارة، بينما والد الطفل يقول بأن الأسلاك موجودة منذ أربع سنوات”.
وأضاف منصور أن “مدير مركز الروضة قام بقص الأسلاك حينها بعد وقوع الحادثة دون مراجعتي وإخباري بحادثة صعق الطفل ولكنا قمنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وتنظيم ضبط شرطة ومعاينة الطفل”.
وبين منصور أن “الكبل كان عبارة عن مرس هوائي تم إلغاؤه وتم وضع الكبل بدلاً عنه بالبرج مع وجود أسلاك عارية غير معزولة، تم ربطها بجسم البرج على ارتفاع مترين ونصف” مضيفاً أنه “عند قدوم بشارة إلى المكان وجد سلكين مربوطين وسلك متدل” وتساءل “من تسبب بتفلت السلك الثالث ولماذا”.
الحرق مرشح لبتر الأطرف
مدير عام مستشفى الباسل في طرطوس الدكتور إسكندر عمار لتلفزيون الخبر أن “الطفل “يزن محمود” تعرض لحرق تيار كهربائي بسلك عن طريق الخطأ” مردفاً أن “الحرق مرشح لبتر الأطراف العلوية والطرف السفلي الأيسر”.
وأفاد عمار أنه “بتوجيه من الرئيس بشار الأسد تم نقل الطفل إلى مشفى تشرين العسكري لمعالجته وتقديم الرعاية الطبية له منذ ثلاثة أيام”.
من جهته، أوضح رئيس مركز الطب الشرعي في طرطوس الدكتور علي سيف الدين بلال لتلفزيون الخبر أنه “بعد معاينة الطفل “يزن محمود” في مشفى الباسل تبين أنه مصاب بحروق درجة ثالثة، وهو واعٍ ومتجاوب”.
وذكر بلال أنه “يعاني من حرق في فروة الرأس الناحية الجدارية دائري، وتتماشى مع نقطة دخول تيار كهربائي مع ضمادات على كامل الطرفين العلويين، وضمادات على الساقين والقدمين”.
وأضاف بلال “تبين أن الأذيات شديدة في الأطراف العلوية والقدم اليسرى وهذه الإصابات ناجمة عن أذيات الصعق الكهربائي”.
يُذكر أن حادثة صعق الطفل “يزن محمود” البالغ من العمر 10 سنوات، حصلت بتاريخ يوم 6 كانون الأول الجاري في منطقة كفرسيتا في ريف طرطوس.
علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس