الجولان مابين النكبة والحرب على سوريا.. صامد في قلب العاصفة
تعددت الحروب التي مرت على الجولان وأهله فكلما انتهت واحدة شُنت أُخرى أشد قسوة لكنها جميعاً لم تستطع سلخ الجولان عن وطنه الأم سوريا من جهة وعن محيطه الوجداني المقا.وم في فلسطين ولبنان من جهة أُخرى.
وبدأت قصة الجولان مع الحروب منذ حرب النكبة 1948 حيث كان الجولان الخط الأهم نحو تحرير فلسطين وشهدت قراه وبلداته معارك ضارية قدم من خلالها أهالي الجولان رفقة من التحق بجيش الإنقاذ العربي تضحيات كبيرة.
وكان صباح 5 حزيران 1967 صباحاً مشؤوماً على سوريا ومصر عموماً وعلى الجولانيين بشكل خاص حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام الجولان واحتلاله لتبدأ بعدها رحلة من المقاومة والصمود بوجه كل محاولات العدو لاقتطاع الجولان واخضاع اهله.
ولعب الجولان وأهله دوراً محورياً خلال حرب تشرين 73 حيث كان نقطة الانطلاقة الحقيقية نحو النصر فعلى أرضه جرت معارك تحرير القنيطرة وإنزال مرصد جبل الشيخ، ومن ترابه جرى تدمير خط دفاع العدو “ألون” كما أنه قاتل وحيداً في حرب استنزاف لمدة 80 يوماً وذلك بعد خيانة السادات على الجبهة المصرية.
وحاولت دول العدوان على سوريا منذ 2011 وفي مقدمتها “إسرائيل” الاستفادة من موقع الجولان في إدارة الحرب حيث أسست غرف عمليات لدعم المسلحين والتنظيمات الارهابية المنتشرة على الحدود عبر تقديم الدعم الكامل لهم في محاولة لكسر دمشق من بوابة الجولان.
وشن العدو عشرات الغارات ضد مواقع للجيش العربي السوري والقوى الحليفة له قرب الجولان لتعزيز موقف المسلحين ودعمهم من جهة ولتغيير موازين القوى على الأرض من جهة أُخرى.
واستشهد خلال غارات العدو منذ مطلع 2011 العشرات من أهالي الجولان والقنيطرة الذين اختلطت دمائهم بدماء المقاومين من الحلفاء لتثبيت قواعد الاشتباك مع الاحتلال ولإيصال رسالة للاحتلال أن الجولان وأهله لم ولن ينسوا وطنهم سوريا.
واستمراراً في نهجه القائم على السرقة قام الاحتلال منذ بداية الحرب على سوريا 2011 بتكثيف عمليات التنقيب عن الأثار والثروات في الجولان المحتل بهدف نهبها ونسبها لنفسه بُغية إعطاء بُعد تاريخي له في المنطقة يكسبه شرعية الاحتلال عدا عن الاستفادة من خيرات أرض الجولان الطبيعية.
وأعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في 25 أذار 2019 اعتراف أمريكا أحادي الجانب بسيادة “إسرائيل” على الجولان السوري المحتل في خطوة مخالفة لجميع القرارات والشرائع الدولية.
وفرض العدو العديد من الاجراءات التعسفية على أهالي الجولان في فترة ما بعد 2011 ظناً منه أن تأثير الحرب على سوريا سيجبر الجولانيين على الاعتراف بشرعية الاحتلال والانجرار خلفه لكن صمود الأهالي وثباتهم أسقط العديد من المشاريع أهمها فرض الانتخابات المحلية 2018.
يذكر أنه في 15 أيار 2011 في ذكرى النكبة انطلقت مسيرات العودة من سوريا نحو فلسطين مروراً بالجولان كاسرة جميع الحواجز غير معترفة بأي احتلال ما دفع العدو لملاقاة المتظاهرين النافذين نحو عمق الأرض المحتلة بالرصاص الحي مخلفاً وراءه المئات بين شهيد وجريح.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر