“أبو حيدر”.. “أستاذ” تعلّم من “الانترنت” حرفة الأعمال الخشبية
في مشغله الصغير يجلس “ابو حيدر” لساعات طويلة لإنتاج مشغولات خشبية ومصغرات تؤمن له مصدر دخل آخر إلى جانب راتبه.
لم يكن الرجل الأربعيني يفكر قبل أن تضيق أحواله بالنبش في ذاكرته وفي هواياته القديمة بحثاً عن مهنة يتقنها، إلا أن تكاليف المعيشة المرتفعة، ومصاريف ولديه الجامعيين، دفعته للبحث عن حلول.
يعمل “أبو حيدر”، واسمه رامز عبود، مدرساً لمادة التربية الرياضية في إحدى مدارس اللاذقية منذ نحو 25 عاماً، ولديه أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص (هو وزوجته وابن وابنة).
يُشعِل سيجارته، ويعود بالذاكرة لسنين طويلة مرت، يستذكر شغفه بالتصميم والرسم ويقول “نحنا أبناء بيئات فقيرة، الشغل الشاغل لنا هو إكمالنا لدراستنا وتحقيق طموحنا بالوظيفة الحكومية”.
يقلب بين يديه قطعة خشب صغيرة ويرمقها قبل أن يتابع “بدأت أبحث عن مصدر لآخر للرزق وحاولت الاستفادة من شغفي بالرسم والتصميم، كان الانترنت أستاذي الشامل لكل شيء”.
يقول “أبو حيدر” إن الوضع المادي “سيء جداَ، والراتب الحكومي لا يُغطي سوى ٣٠ بالمئة من مصروفنا الشهري، كل شيء زادت أسعاره من المواد الغذائية الى المواد الطبية مروراََ بالحاجيات اليومية التي لا غنى عنها.
يروي أستاذ الرياضة تفاصيل بداياته مع مهنته الجديد “بدأت بصناعة مشغولات خشبية صغيرة تحتاج لدقة عالية باستخدام أدوات بسيطة مثل المشرط والمنشار اليدوي، احتجت للكثير من الوقت واحياناَ لأيام عديدة لصناعة قطعة واحدة فقط”.
بلهجة امتنان، يقول “أبو حيدر” إن زوجته وابنيه وأقربائه روجوا لأعماله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف “بدأت البيع بأسعار مخفضة جداَ”.
ادخر “أبو حيدر” من عمله في المشغل ثمن آلات تساعده في عمله، فاشترى في البداية منشاراً كهربائياً، وبعد فترة اشترى آلة لتقطيع الخشب لتوفير الوقت، واستأجر محلاً في منطقة “عين أم إبراهيم” على أطراف المدينة وافتتح مشغله.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية