غلاء الأسعار يزيد مواجع السوريين..كيف غابت “العزائم” عن موائدهم
لم تكن الوليمة (العزيمة) تقام لمناسبة سعيدة فقط، بل كانت فرصة للتلاقي والتجمع في العائلات الكبيرة أيضاً ومناسبة للتواصل المباشر بين الأحبة والأصدقاء في سوريا.
وأجبر الغلاء “الفاحش” الكثير من العائلات على تغيير عاداتهم المتوارثة ومنها “العزائم” وتقاليد الطعام المتعارف عليها .
وقالت “أم أحمد”، وهي أم لأربعة أولاد، ولديها سبع أحفاد، لتلفزيون الخبر “اعتدت على اجتماع أبنائي و بناتي وأحفادي كل يوم جمعة في منزلنا، وكان هذا اليوم يعد يوم الطعام بمختلف أنواعه”.
وتابعت”أم أحمد”: “أما الآن كل شيء تغير لم نعد نجتمع مثل قبل ولم أعد أطبخ مثل قبل، لم يكن يمر أسبوع من دون وليمة كبيرة، أما الآن أصبح الأمر مستحيلاً”.
وأشارت “أم أحمد” إلى أن “الوليمة أصبحت تكلفها الكثير، فأكلة كوسا بلبن على سبيل المثال ل ١٧ شخص يكلفها تقريباً ٨٥ ألف ليرة سورية”، موضحة أن “كيلو الكوسا ٢٠٠٠ ليرة، وكيلو اللحمة 17 ألف، وكيلو اللبن ١٢٠٠ ليرة، هذه التكاليف جعلت الولائم بخبر كان”.
وأشارت “أم أحمد” إلى أن “من يصر على أن يحافظ على هذه الطقوس أصبح يستبدل اللحمة الحمراء بلحم الدجاج و بكميات قليلة جداً مع تضييق دائرة المدعوين”.
وقالت “سمر”، وهي ربة منزل ولديها ثلاثة أطفال”كان بيتنا سابقاً عامر بالضيوف، أما الآن أصبح لدينا أولويات من حيث المصاريف فالراتب لا يكفي ما بين إجار المنزل ومصاريف الحياة” ،مشيرةً إلى أنها “تخلت عن الكثير من الأطباق المكلفة”.
واضطرت الأسر التي لا تملك سوى دخل بسيط إلى اتباع أسلوب الشراء اليومي بكميات قليلة و بات مشهد شراء بضع حبات من الخضار تكفي لطهي الطعام ليوم واحد مألوفاً في دمشق.
وأصبح غلاء الأسعار شبحاً يلازم السوري بصفة مستمرة فالأسعار تتزايد بشكل مستمر مما يحمله أعباء وضغوطات طوال الوقت.
الجدير بالذكر أن تكلفة معيشة أسرة وسطية مكونة من ٤ أشخاص وتقطن في دمشق تصل إلى نحو ٥٠٠ ألف ليرة سورية، في حين أن الدخل الشهري للموظف لا يتجاوز 60 ألف ليرة سورية.
فيرا العمر _تلفزيون الخبر