تربية اللاذقية تكتشف وجود مدرسة “آيلة للسقوط” منذ العام 2005 وتبتكر “حلاً عجيباً”
فوجئ أهالي طلاب مدرسة “الأرض المقدسة” الخاصة، في اللاذقية بصدور قرار يقضي بنقل طلاب المدرسة إلى مبنى مدرسة حكومية “بالسرعة القصوى”، لتصبح المدرسة الحكومية بدوامين واحد “خاص” والآخر حكومي.
وقال مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل لتلفزيون الخبر إنه “بعد دراستين من قبل المكتب الهندسي الاستشاري في مديرية الخدمات الفنية في عامي 2003 و2005 تبين لهم أن مدرسة الأرض المقدسة أيلة للسقوط بسبب أي هزة أرضية ممكن أن تتعرض لها المنطقة”.
وأضاف انه تم “رفع طلب مستعجل من قبل مديرية التربية في اللاذقية للمحافظ ووزير التربية واقترحت المديرية إخلاء المدرسة بشكل سريع حفاظاً على سلامة الطلاب”.
وقررت التربية نقل طلاب المدرسة الخاصة إلى مبنى مدرسة “غسان حرفوش” الحكومية الخاصة للإناث في حي الأميركان، على أن يتم تحويل المدرسة إلى نظام الدوامين (صباحي ومسائي)، بتناوب أسبوعي للدوامين بين طالبات مدرسة غسان حرفوش وطلاب مدرسة “الأرض المقدسة”.
وتضم مدرسة “الأرض المقدسة” طلاباً من الصف الأول حتى الصف الثالث الثانوي، ويبلغ عددهم حوالي 730 طالب، فيما تضم مدرسة غسان حرفوش حوالي 580 طالبة موزعات على 18 قاعة صفية فقط.
الأهالي غاضبون
واشتكى عدد من أهالي طلاب مدرستي “الأرض المقدسة” الخاصة و”غسان حرفوش” الحكومية لتلفزيون الخبر صدور هذا القرار الذين أجمعوا على أنه “غريب ومفاجئ وغير مدروس”.
وقالت والدة أحد طلاب المدرسة الخاصة إن “إخلاء المدرسة يتم مع نهاية العام الدراسي أو قبله وتكون عملية الإخلاء ضمن خطة مدروسة وليس في منتصف العام الدراسي”.
وأضافت والدة أحد الطلاب لتلفزيون الخبر ” إذا كان موضوع الإخلاء لفترة مؤقتة نحن على استعداد للمشاركة بترميم المدرسة، أما موضوع نقل المدرسة بشكل نهائي فنحن غير موافقين على ذلك على الأقل في هذه السنة الدراسية وخاصة بعد دفع الأقساط بدء الامتحانات”.
أشارت والدة طالبين في مدرسة الأرض المقدسة إلى أنها موظفة وأنها قامت بتسجيل ولديها في المدرسة الخاصة على اعتبار أن الدوام صباحي لأنه يناسب وقت عملها ووقت وجودها في المنزل.
وقال والد أحد الطلاب “لا يمكن أن أقبل بعودة ابني في الصف الأول فمع حلول الليل والظلام خاصة أن منزلي بعيد عن المدرسة وتستغرق عودته أكثر من ساعة بالباص التابع للمدرسة”.
وتابع والد طالب آخر “بدأ الدوام في المدرسة في بداية الشهر التاسع، والآن بعد شهرين على الدوام وفي وقت الامتحانات وفي ذروة انتشار وباء كورونا نفاجأ بقرار إخلاء المدرسة بهذه السرعة دون إعطاء الأهالي أو الطلاب أي مدة زمنية أو تحديد مكان ملائم لإكمال العملية التدريسية”.
وأجمع أهالي طلاب مدرسة “الأرض المقدسة” على موافقتهم على نقل أبنائهم بشكل مؤقت إلى مدرسة يطبق فيها نظام الدوام الصباحي حصراً مع مراعاة الشروط الصحية وتطبيق البروتوكول الصحي الصادر عن الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس “كورونا”.
كذلك، أثار قرار مديرية التربية غضب أهالي طالبات “غسان حرفوش” الحكومية، خصوصاً أن القرار سيجبر بناتهن على العودة في وقت متأخر إلى المنزل من جهة، إضافة إلى عدم إمكانية تلقيهن الدروس في أوقات متأخرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وقالت والدة إحدى الطالبات “الآن ومع الدوام الصباحي فقط تعاني البنات من مشكلة العتمة خلال انقطاع التيار الكهربائي، فكيف ستكون الأوضاع في حال كان دوامهن مسائي؟”.
وأضافت والدة إحدى الطالبات أن “تطبيق التباعد الاجتماعي وتجنب الإزدحام من أهم شروط الوقاية من فيروس كورونا, فكيف سيجتمع حوالي 1000 طالب وطالبة في مكان ضيق أثناء خروج طلاب الدوام الأول ودخول طلاب الدوام الثاني؟”.
مدير التربية “يستغرب”
بدوره، اعتبر مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل أن “التربية مهتمة بشكل رئيسي بعدد مقاعد مدرسة غسان حرفوش ليضم كل مقعد طالبين على الأكثر”, وتابع ” تم اعتماد بيانات محددة لدراسة إمكانية استيعاب مدرسة غسان حرفوش للقادمين من الأرض المقدسة من طلاب ومدرسين من ناحية القاعات الصفية والمكاتب الإدارية “
وأشار مدير التربية الى أنه تم اختيار مدرسة غسان حرفوش لتكون المدرسة البديلة كونها “تحوي مخبر وغرفة حاسب وبسبب قربها من مكان مدرسة الأرض المقدسة”.
وبخصوص شكاوي الأهالي قال “أبو خليل” إن “المدرسة تقع في نصف المدينة وفي منطقة حضارية فلا خوف على الطلاب”، وتابع أن ” أغلب مدارس المحافظة أصبحت بدوامين لتطبيق التباعد المكاني”.
وأضاف مدير التربية أنه “في حال قام أهالي مدرسة الأرض المقدسة بجمع تواقيعهم بالموافقة على نقل أولادهم لمدارس خارج نطاق المنطقة وتقديم طلب لمديرية التربية فيمكننا نقل الطلاب لمدرسة تجمع قنينص بدوام صباحي دائماً”.
ورداً على خوف أهالي طالبات مدرسة غسان حرفوش بخصوص عودتهم المتأخرة من المدرسة في أوقات التقنين الكهربائي قال “أستغرب أن طالبات غسان حرفوش والمفترض أن يكن أكثر تحضراً وأكثر اختلاطاً ونراهن في شوارع الأميركان لوقت متأخر من الليل هن من يتحدثن بهذا الموضوع”.
وحول مشكلة الظلام الذي يحل بالمدرسة خلال ساعات التقنين في الدوام المسائي، اعتبر مدير التربية أن الأمر ليس من مسؤوليته، وقال “ليس المطلوب مني الغاء الحصة الدرسية الأخيرة، يمكن أن تجدوا حلاً عند مديرية الكهرباء وليس عند مديرية التربية “.
وتوجد بالقرب من مدرسة غسان حرفوش مدرستين مغلقتين يمكن استخدامهما، إحداهما تم تحويلها إلى مركز لمعتمدي الرواتب فقط.
يذكر أن مدارس محافظة اللاذقية سجلت 64 إصابة بفيروس كورونا وإغلاق 15 قاعة صفية بسبب انتشار الوباء وعدم الالتزام بالتباعد المكاني، حسب آخر تصريح صادر عن مديرية التربية.
تلفزيون الخبر- اللاذقية- شذى يوسف