“سوف لن نشتري هذا العيد شجرة”.. لأن سعرها “صار نص مليون”
الكثير من المظاهر الاحتفالية التي اعتاد السوريون عليها في الأعوام السابقة خلال فترة عيد الميلاد كانت تتنوع ما بين شراء شجرة “الكريسماس” المزينة بالألوان المبهجة والإكسسوارت أو تمثال بابا نويل أو هدايا عيد الميلاد لأستقبال عام جديد على أمل أن يحمل الخير وتتحقق فيه الأمنيات.
وشهدت أسواق دمشق مع حلول فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار أشجار الميلاد والزينة التابعة لها والأدوات المخصصة لتزيين المنازل لتتحول بذلك فرحة طقوس الأعياد إلى معاناة تضغط على ذوي الدخل المحدود.
وفي استطلاع لرأي السوريين حول “شجرة عيد الميلاد” تقول أم محمد، لتلفزيون الخبر، وهي أم لثلاثة أطفال إن “من يمتلك شجرة كريسماس قديمة سوف يستخدمها ولن يشتري أخرى جديدة”.
وتابعت “ارتفاع أسعار الزينة جعل الكثيرين يتجهون إلى صنعها يدوياً أو الاستعانة بـالزينة التي تم استخدامها العام الماضي”.
وأضافت “كنا نتنافس سابقاً في زينة الميلاد أنا والجيران أيها ستكون الأجمل ولكن الآن أصبحنا نقتصر على زينة بسيطة داخل المنزل”.
و أشارت ريم (موظفة وأم لطفلين) إلى ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء ليصل إلى مستلزمات العيد وبالرغم من أنها قررت شراء أدنى مستلزمات العيد إلا أن أدنى هذه المستلزمات فاقت خيالها لتضطرإلى الاستغناء عن شراء شجرة عيد الميلاد وهدايا عيد الميلاد.
و أضافت ريم، أن انقطاع الكهرباء في منطقتها ما يقارب عشر ساعات كان مبرراً كافياً لاستغنائها عن شراء بعض لوازم العيد فما الفائدة من شراء شجرة العيد اذا كانت ستبقى دون اإنارة أغلب الوقت.
أما ريما (طالبة جامعية) قالت إنها لا تشعر هذا العام بأن العيد قد جاء ولا بأي بهجة متعلقة به ولا شيء يدعو الى الإحتفال، مضيفةً بأنها ستقوم بشراء هدايا إلا أنها خفضت قيمة كل هدية الى النصف”.
من جهته قال خالد وهو رب أسرة :”لن أستطيع القيام بطقوس العيد هذا العام فمثلاً التنكر بـ زي بابا نويل لأطفالي سيكلفني معاشي”، مشيراً إلى أنهسيكتفي بشجرة وزينة بسيطة”.
وتابع خالد قوله “أما احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية أصبحت اليوم حكراً على الطبقة الكلاس ولم يعد باستطاعة ذوي الدخل المحدود إقامة الاحتفالات المنزلية مع أرتفاع الأسعار وتدني الأجور”.
عيد.. بأقل التكاليف
لكن هناك من تحدى ظروف الأسواق وغلائها وتقول عبير، وهي ربة منزل وأم لطفلين “رغم الغلاء الناس بتحب تفرح وتنبسط بكل مناسبة ولكن بأقل تكاليف”.
وتابعت قولها إن:” غلاء الأسعار بالمحلات منحها الكثير من الأفكار لصنع مجسم لشجرة الميلاد يدوياً والزينة الخاصة للاحتفال داخل المنزل بأبسط وأسهل الطرق و بأقل التكاليف فهي مناسبة تأتي مرة في العام”.
بدائل طبيعية
ويرى علي أنه “من المؤلم التخلي عن شجرة العيد بسبب تكاليفها الباهظة فهو يحرص عادةً على شراء الزينة وشجرة الميلاد لإدخال الفرح والبهجة إلى منزله خلال توديع عام واستقبال عام جديد ولكن ارتفاع الأسعار جعله يعتمد على شجرة طبيعية مزروعة بحوض في بيته و الاستعانة بـالزينة التي تم استخدامها العام الماضي”.
و وصلت سعر شجرة الزينة لأنواع متوسطة الجودة والحجم في بعض المناطق إلى قرابة الـ 500 ألف ليرة سورية ، كونها تعتبر من أهم المعالم في عيد الميلاد واحتفالات رأس السنة.
وتفاوتت أسعار شجرة الميلاد بحسب طولها ونوعيتها من منطقة الى أخرى فسعر أرخص شجرة عيد ميلاد قياس ٩٠ سم بلغ ٥٠٠٠٠ ل.س و قياس ١٢٠ سم بلغ ٦٠٠٠٠ ل.س وقياس ١٥٠سم بلغ ٧٠٠٠٠ ل.س وقياس ١٩٠ سم بلغ ١٣٠٠٠٠ ل.س وقياس ٢١٠ سم بلغ ١٥٠٠٠٠ ل.س وتتراوحت أسعار أدوات الزينة بين ٣٠٠٠٠ لل ٨٠٠٠٠ تقريباً.
جدير بالذكر أن فترة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية تمتد بين 25 كانون الأول وحتى 31 من الشهر نفسه، وهو عيد رأس السنة الميلادية، وتحتفل العديد من العائلات السورية في هذا اليوم بقدوم العام الجديد.
فيرا العمر – تلفزيون الخبر