بعد 80 عاماً على سلخه .. دماء اللواء سوريّة
يقول المؤرخ ستيفين لونغريج إن: “مدينة الاسكندرون هي “الألزاس واللورين السورية”، ويسميها أيضاً المؤرخ الفرنسي لوسيان بترلان “ميونخ الشرق” لجمالها وطبيعتها الخلابة، أما السياسي البريطاني “دزرائيلي” فيرى أن “مصير العالم ستقرره الاسكندرونة لأن قبرص تومئ لها بإصبعها”.
لواء اسكندرون المدينة السورية التي سلخت عن أمها، حيث يؤرخ يوم 29 تشرين الثاني ذكرى سلبه التركي ليمر على هذه الحادثة 80 عاماً دون أن تسقط صفة السليب الملاصقة لهذه البقعة الجغرافية من سوريا.
أصل الحكاية: بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، أقرت تركيا بموجب معاهدة “سيفر”٠، 1920 بعروبة الاسكندرونة، وفي عام 1936، اندلعت تظاهرات عمت جميع المدن السورية مطالبة بالاستقلال،
وعلى أثرها رضخت فرنسا وعقدت مع سوريا معاهدة تتضمن الحرية والاستقلال، بما في ذلك لواء اسكندرون، ولكن تركيا رفضت إبقاء اللواء ضمن الدولة السورية وطالبت بتحويله إلى دولة مستقلة.
ونتيجة ذلك رفعت القضية إلى “عصبة الأمم” التي أرسلت لجنة مؤلفة من 3 مراقبين دوليين إلى أنطاليا، قدمت اللجنة تقريرها بأن الأغلبية العظمى من السكان هم عرب سوريون، وأن الأتراك لا يشكّلون إلّا نسبة ضئيلة، والسكان العرب يعارضون انضمام اللواء إلى تركيا.
وفي عام 1937، اتفقت فرنسا وتركيا على جعل اللواء منطقة مستقلة ذاتياً في نطاق الوحدة السورية، وفي هذه الأثناء، يوم جاء دور فرنسا للتنازل عن لواء اسكندرونة، قدمت تركيا “مطالب” بفصل اللواء عن سوريا، وهددت باستخدام القوة إذا لم يتم هذا الفصل.
بعدها، اقتحمت القوات التركية لواء الاسكندرون، وأجبرت معظم أهله على النزوح، في أواخر 1939، إلى مدن سورية مختلفة حاملين معهم أمل العودة، فسلخ اللواء جاء بمؤامرة وتواطؤ أممي وتزوير وتزييف للحقائق والواقع.
ويضم لواء اسكندرون كلاً من مدن: انطاكية، واسكندرون، وأرسوز، والريحانية، والسويدية، وجاء سلخ لواء اسكندرون كقرار سلب واغتصب حق السوريين في أرضهم وثرواتهم، قبيل بضعة أعوام على “وعد بلفور” الذي سلب فلسطين المحتلة وشرد شعبها.
تلفزيون الخبر