ديربي القاهرة يلوّن اللاذقية.. واللاذقانيون منقسمون بين أهلي وزمالك
يلتقي مساء الجمعة قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك، في نهائي دوري أبطال افريقيا، في مواجهة تشهد صراعا بين حلم البطولة السادسة الزملكاوي، وطموح التتويج التاسع الأهلاوي.
وتشكل المباراة حدثا استثنائيا تحول لحديث وسائل الإعلام العالمية، فديربي القاهرة في أي وقت يأتي، يكون موعدا كرويا هاماً، فكيف به وهو صراع على لقب قاري مؤهل لكأس العالم للأندية.
ويحضر الأهلي والزمالك بقوة في حديث الشارع الرياضي السوري، وتبدو المواجهة بينهما حدثاً خاصاُ للمتابعين عموماً، ولأهل اللاذقية خصوصاً، حيث يرتبط مشجعو كرة القدم في تلك المدينة بشكل لافت بقطبي القاهرة.
وتشهد جدران بعض أحياء اللاذقية كتابات تحيي الغريمين القاهريين، كما يتفاخر مشجعو الفريقين بشعارات أنديتهم، ويعلقونها في محالهم التجارية، في مشهد هارب من أحياء القاهرة وضفاف النيل.
وتقول الأساطير الرياضية في اللاذقية أن كل مشجع حطيني لابد وأن يكون انتماؤه المصري زملكاويا، بينما من قواعد كرة القدم أن يكون كل مناصر للأهلي المصري، تشرينيا، وهو ما يخالفه مهندس الاتصلات محمد شبيب.
وقال شبيب في حديث لتلفزيون الخبر: ” أشجع حطين والأهلي والأمر طبيعي جدا، فالمرحوم زهير بالوش وهو أول لاعب حطيني يحترف في الخارج احترف في النادي الأهلي، وعاصر كبار النادي المصري من رفعت الفناجيلي وصالح سليم”.
وتابع شبيب :”ورثت حب الأهلي من الوالد، الذي درس في مصر وكان معظم أصدقائه أهلاويون، الأهلي أكاديمية حقيقية تقدم منتوجا خاصا، وليس مجرد فريق كرة، وهو مانفتقده في سوريا، وربط حطين بالزمالك فكرة خاطئة حاول البعض تعميمها”.
ويروي شبيب حادثة طريفة حدثت ذات مرة حيث قال: “والدتي مصرية زملكاوية، اذكر يوم خسر الزمالك من الأهلي 6/1، قامت أمي بإطفاء التلفزيون، منذ سجل الأهلي هدفه الثاني كي تحرمني من متابعة المباراة”.
وأشار مهند مكيس “مدرس رياضيات ومشجع حطيني زملكاوي”، إلى أن معسكرات فرق الزمالك بألعابها المختلفة في اللاذقية قديما، ومواجهته لفرق الساحل سابقاً وحطين حالياً، خلق حالة من الود والعلاقات الطيبة بين جمهور حطين والنادي القاهري.
وقال مكيس :” الناس في اللاذقية يتابعون الأهلي والزمالك لتشابه الطباع بينهم وبين أهل مصر، عشت في مصر فترة، و تفاصيل حياتنا كلاذقانيين تشبه كثيراً تفاصيل المصريين، كما أن قوة الإعلام المصري نجحت في تسويق هالة قوية للقطبين في مختلف ارجاء الوطن العربي”.
ويرد محمد كردغلي “مهندس بحري” سبب شغفه بالأهلي لكونه ابن بيت أهلاوي، ولدراسته الهندسة البحرية في مصر لاحقاً، حيث اقترب أكثر من جمهور القلعة الحمراء، وحضر معظم مبارياتهم في بدايات الألفية الثالثة.
وقال كردغلي المشجع لحطين أيضا: “السفر لمصر كان عاملا هاماً لوالدي في تشجيع الأهلي، كما الكثير من أبناء جيله في اللاذقية، كما أن الأهلي مشهور بكونه نادي المبادئ، وهو لوحده أمر كفيل بأن يسكن الأحمر قلبي”.
ويعزو محمد ناصر، “طالب في كلية التربية الرياضية وأهلاوي”، اهتمام أهل اللاذقية خصوصاً بديربي القاهرة للتشابه الكثير بالجماهير بين الناديين وبين ناديي تشرين وحطين خاصة لناحية التعصب والانتماء.
وقال ناصر: “حتى فترات قريبة ظلت العلاقات بين قطبي اللاذقية والأهلي والزمالك مستمرة، فحطين استضاف الزمالك في 2011 بلقاء ودي في ملعب الباسل، وتشرين استقطب من الأهلي في 2010 مهاجمه اللبناني محمد غدار، إضافة لإرسال المدرب التشريني هيثم جطل لإجراء معايشة مع مدرب الأهلي مانويل جوزيه”.
ويرى ناصر وهو مشجع تشريني أنه “لولا الحرب لنجح الكرامة والاتحاد بحجز مكانة هامة بين متابعي كرة القدم العربية، خاصة في محيطنا الإقليمي، إلا أن الحرب عصفت بقيمة الدوري الإعلامية”.
ويشير محمد جانودي “مشرف مبيعات في شركة أدوية” إلى أن الأبناء في اللاذقية ورثوا حب الكرة المصرية من آبائهم، فزيارة الرئيس جمال عبد الناصر لللاذقية برأيه “فتحت عيون الناس على كرة القدم المصرية، وخلقت شغفاً خاصاً بها بين اللاذقانيين القدامى”.
وتابع جانودي وهو حطيني زملكاوي: “السفر للدراسة في مصر قديما خلق الكثير من العلاقات الأسرية بين اللاذقانيين والمصريين، عبر ارتباط السوريين بمصريات أو السوريات بمصريين، لذا كان كل ما يحدث في أم الدنيا، شأناً عاماً لأهل اللاذقية، سواء كان فنياً ثقافياً أو رياضياً”.
ويعتقد أيهم فرحات “طبيب ومشجع لتشرين والأهلي” أن اللاذقية تتميز عن باقي محافظات سوريا بشغفها الكبير بكرة القدم، حيث يقول:”هنا في اللاذقية كرة القدم أسلوب حياة، التاجر لا يفكر مرتين في إغلاق متجره لمشاهدة مباراة كرة قدم، ولدينا ديربي استثنائي بين حطين وتشرين”.
وأضاف فرحات: “المناكفات بين حطين وتشرين وجماهيرهما لم تتوقف عند الناديين فقط، وظهر عرف “الحطيني زملكاوي، والتشريني أهلاوي”، كضرورة لتطوير المناكفات بين مشجعي الحيتان والبحارة من الصراع المحلي، إلى الصراع العربي”.
ويذكر متابعو كرة القدم المحلية جيداً، شغف اللاعبين اللاذقانيين بالأهلي والزمالك، فدائما ما كان الاختيار حصرا بين الناديين في أجوبة لاعبي اللاذقية عن النادي العربي المفضل، في الزاوية الرياضية لجريدة “الوحدة” المحلية.
وتنتظر مقاهي اللاذقية تكة الساعة التاسعة من مساء الجمعة لتصدح فيها صيحات التشجيع والشغف بين أنصار الأحمر والأبيض، في مشهد شبيه نسبياً بمواجهات حطين وتشرين، والريال وبرشلونة.
يذكر أن النادي الأهلي حامل لقب نادي القرن تأسس عام 1907، ويتربع على عرش الأندية الأكثر تتويجا بلقب الدوري المصري، بينما تأسس الزمالك سنة 1911، وتوج بلقب الدوري 12 مرة وبالكأس 27 مرة.
يشار إلى أن فايروس كورونا ضرب إعداد الفريقين للقاء القمة، وغاب الكثير من اللاعبين عن فترة التحضير لإصابتهم بالفايروس، فيما سيغيب كل من “آليو ديانغ” ووليد سليمان وصالح جمعة من الأهلي، وعبد الله جمعة و يوسف أوباما ومحمود الونش من الزمالك، لاصابتهم بفايروس كورونا.
تلفزيون الخبر