محطات خجولة وحضور خافت..أبرز اللاعبين السوريين الذين احترفوا في أوروبا
شكّل انتقال اللاعب محمود المواس إلى نادي “فوتوشاني” الروماني، حلقة جديدة من مسلسل قصير نسبياً، عنوانه “اللاعبون السوريون المتجهون إلى أوروبا”.
ويتناول هذا التقرير المقتضب اللاعبين الذين سطع نجمهم في الدوري السوري، وانتقلوا بعدها إلى أوروبا للاحتراف في أنديتها، التي تعتبر الوجهة الحلم بالنسبة لأي لاعب.
وبدأت مسيرة اللاعبين السوريين في أوروبا، مع نجم منتخب سوريا في السبعينيات هيثم برجكلي، والذي يعد أول لاعب سوري ينتقل للاحتراف في القارة العجوز.
وانتقل برجكلي من أندية دمشق الجيش والشرطة إلى نادي “سراييفو” في البوسنة، قبل أن يعتزل في نادي الوحدة منتصف الثمانينيات.
وفي التسعينيات، أقام النادي “جيمتشوجينا” الروسي معسكراً تدريبياً في دمشق أجرى خلاله مباريات استعدادية، كان منها لقاء جمعه مع نادي الوحدة.
ولفت عساف خليفة نجم الوحدة أنظار مدرب النادي الروسي ليجري مباشرةً محادثات معه، انتهت باتتقاله إلى الدوري الروسي كأول لاعب سوري محترف فيه في موسم 1995/ 1996.
ووصلت قيمة العقد إلى 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى راتب شهري قدره 1500 دولار، بحسب صحيفة “بلدنا” المتوقفة عن الصدور، حيث لعب مع النادي الروسي على فترتين، انتهت آخرها سنة 2001، وسجل معه ستة أهداف.
والتحق نجم الاتحاد محمد عفش بركب اللاعبين السوريين المتوجهين إلى أوروبا، حيث انتقل إلى “برودفتكي” و “يونيكوس” اليونانيين قبل أن يعود موسم 2004/2005 إلى القلعة الأهلاوية الحمراء، ويتوج بلقب الدوري.
وسجل العفش 29 هدفاً لـ “برودفتكي”، كما سجل 19 هدفاً لـ “ايونيكوس”، و شارك معه في كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1999/2000.
وإلى اليونان توجه أيضا سيد بيازيد، هداف نادي حطين والجيش، حيث لعب في موسم واحد مع “برودفتكي” وموسمين مع “أكراتيتوس” في الدوري اليوناني الممتاز.
وسجل بيازيد منذ 1999 إلى 2004 ، 18 هدفا قبل أن يعود إلى حطين لموسم واحد، ثم اتجه إلى اليونان مرة أخيرة، مسجلا هدفين مع “برودفتكي” موسم 2005/2006.
ويحضر عند ذكر العفش والبيازيد، اسم خالد الظاهر، ثالث لاعبي سوريا الذين احترفوا في اليونان، حيث انتقل ابن نادي الحرية إلى “برودفتكي” وعاد للحرية في 2002، ثم إلى “أتروميتوس” من 2003 إلى 2007.
وفضل المهاجم شادي مرعي الانتقال للعب في إيطاليا، بعد تتويجه مع تشرين بلقب الدوري السوري 1996/1997، حيث بدأ مسيرته الخارجية منذ العام 1999.
وبدأ مرعي في دوري الهواة الإيطالي، واتجه بعدها إلى رابع درجات دوري المحترفين في إيطاليا “سيري سي 2″، وله هدفان في كأس إيطاليا بمرمى فيورنتينا موسم 2005/2006.
ولعب مرعي في إيطاليا لأندية “San Gimignano، Poggibonsi، Grosseto ،Montevarchi، Massese، SPAL،Lokizy”.
وبدأت مسيرة فراس الخطيب الاحترافية من بوابة نادي “جينت” البلجيكي، قبل توهج اللاعب في الكويت لاحقاً، علما أن تجربة الخطيب البلجيكية كانت قصيرة نسبياُ، ولم تشهد أرقاماً مميزة.
وتتسم تجربة اللاعبين السوريين في أوروبا عموماً بعدم الفعالية وبمحدودية التأثير، فجميع الأندية الأوروبية التي وصل لها لاعبونا المحليون، تصنف كأندية مغمورة ومجهولة بالنسبة لمتابع كرة القدم.
وتعزى ندرة التجارب الاحترافية للاعبين السوريين في أوروبا إلى عوامل عدة، أهمها غياب وكيل الأعمال الناجح والذي يمتلك القدرة على تسويق اللاعب أوروبياً.
كما تتسم شخصية اللاعب السوري عموماً بالمزاجية، وعدم الالتزام الحرفي بالقواعد الاحترافية، فأعظم أندية أوروبا تعاقب أهم نجومها بسبب تأخره في السهرة ، أو لتأخره عن التمارين، وهو ما لا يستسيغه لاعبنا المحلي.
وينجح المنتخب القوي بتسويق لاعبيه خارجياً، وهو ما نفتقده في منتخبنا الأول، الذي لم يبلغ كأس العالم قط، ولم يتجاوز الدور الأول من كأس آسيا، وتقتصر إنجازاته على بطولة غرب آسيا 2012.
يذكر أن جيلاً سورياً كروياً جديداً ينشأ الآن في أوروبا، حيث تضم عديد الأندية في قواعدها وفئاتها العمرية، الكثير من السوريين الموجودين في الدول الأوروبية، على أمل استثمار تلك المواهب في منتخبنا، كما تفعل كثير من دول المغرب العربي.
تلفزيون الخبر