يوم كروي عاصف..شغب وضرب وتكسير بين الجماهير والرياضيين في “ملاعبنا الخضراء”
شهدت الجولة الرابعة من الدوري السوري يوم الاثنين، عدة أحداث ومظاهر مؤسفة وغير حضارية، عكست معها واقع كرتنا المزري، وحقيقة احترافنا.
وحفلت ال24 ساعة الفائتة منذ ليل الأحد وحتى مساء الاثنين، بالعديد من القصص المؤسفة، التي لاتحدث مجتمعة في يوم واحد، إلا في ملاعبنا الخضراء.
وضرب متابعو كرة القدم السورية أخماسهم بأسداسهم مساء الأحد وهم يستمعون للردح المتبادل على الفضائيات، بين عمر خريبين وكوادر منتخب سوريا، وادعاء اللاعب أن مدرب المنتخب يشتم اللاعبين.
وتواصل الردح والأخذ والرد في اليوم التالي مع وصف المعلول لخريبين بالولد، حتى خال للسوريين أنهم يتابعون “علقة من علقات” مسلسل باب الحارة الشهير، وليس أخبارا تخص منتخب سوريا، وسمعته.
وتفاءل المتابعون الكرويون خيرا بعودة مباريات الدوري عند الثانية ظهرا، علّ حسابات الملعب تختلف عن حسابات صراعات “الفيسبوك”، بين المدرب ومؤيديه ومعارضيه.
وغابت المتعة الكروية عن مواجهات الإثنين عموما، ليحل محلها في ملاعبنا حوادث الضرب والتكسير والشغب الفردي والجماعي، سواء من كوادر اللعبة، أو الجماهير.
وتحول اسم ضياء الحق محمد لاعب فريق الوحدة إلى “ترند” في “الفيسبوك السوري” لا لأنه سجل هدفا أو صنع فرصا، بل لاعتدائه بالضرب على lمساعد مدرب شباب جبلة خالد جاديبا بعد انتهاء اللقاء بين الوحدة وجبلة.
وتعود المشكلة بين اللاعب وجبلة إلى مجريات اللقاء، حيث ضرب أحد لاعبي جبلة بدون كرة وتلاسن مع الآخر، لتعقد حفلة شتائم بحقه، وتمتد المشكلة إلى ما بعد المباراة، فيشتبك مع جاديبا، ويقوم بضربه، ويتحول “الفيسبوك” ميدانا للوعيد المتبادل بين أنصار البرتقالي و النوارس.
وتواصلت أحداث اليوم العاصف كرويا، حيث رد جمهور حطين على استفزاز جماهير الكرامة لحارسهم ولاعبيهم، وبدأوا بعد نهاية اللقاء بخسارتهم بالقاء ما تيسر في أيديهم من حجارة وعبوات باتجاه الخصم، ليصاب أحد الاطفال الكرماويين بجروح، وينقل إلى المشفى.
وردت جماهير الكرامة “التحية” لضيوفهم بأحسن منها، وبدأت برشق الحجارة على جماهير حطين خارج الملعب، ليصاب البعض من جمهور الحوت الأزرق بجروح، وليمتد الإشتباك بين “التوأمين” إلى منصات التواصل.
واستمر يوم كرة القدم السورية العصيب بتقديم كوارثه، حيث كتب لاعب منتخبنا الوطني الواعد محمد ريحانية على صفحته في “فيسبوك” منشورا أعلن فيه أنه لن يعود للعب مجددا في نادي الاتحاد، بسبب تهجم مدير الكرة مجد حمصي عليه وضربه.
وقال الريحانية البالغ من العمر 19 عاما :” مجد حمصي بعد اللقاء مع الطليعة تهجم علي وضربني، العب للاتحاد ببلاش، وأجار بيت ما دفعولي، ونحن ما منتقاوى إلا عالضعيف”.
ونقلت مواقع إعلامية عن مجد حمصي أنه “تقدم باستقالته من مجلس إدارة نادي الاتحاد، التي نفى رئيسه باسل حموي أن يكون الريحانية مظلوما ماديا، قائلا إن “اللاعب هو من أساء للحمصي أولا”.
وانتهت مواجهتا تشرين والحرية، والجيش والفتوة، دون أية مشاكل تذكر، في يوم كروي دراماتيكي، كان شاهدا على حقيقة الكرة السورية الهاوية بلباس احتراف رديء.
يذكر أن سوريا التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة، تشهد بالتزامن إنفاقا باذخا على فرق الرجال في دوري المحترفين، وتصل أسعار بعض اللاعبين إلى أكثر من مئة مليون ليرة سورية، وذلك لقاء نشاطهم في دوري كروي عنوانه الأبرز العنف وحوادث الشغب والتعصب الأعمى.
تلفزيون الخبر