كاسة شاي

“الفالنتاين حوالينا ولا علينا” .. السوريون ينقسمون ولا موقف نهائي منه

في خضم زحمة التحضير لعيد الحب “الفالنتاين”، وانتشار كل ما هو أحمر في الشوارع من زينة ودببة زغبية وورود، على الرغم من مظاهره الواضحة، ينقسم السوريون على هذا اليوم، بين محتفل فيه ومسخف له.

“بكرا منقضيها توصيل باقة ورد ودبدوب، هاد رايح يعايد خطيبته، وهي رايحة تعايد حماتها، لكن بدها تكسب الرضا”، هكذا عبر “أبو علي” سائق سيارة الأجرة في دمشق “ممتعضاً” عشية 14 شباط.

وتتفاوت آراء الشارع السوري حول “الفالنتاين”، منهم من ينتظره بفارغ الصبر، وينتظر هدية الشريك بتوق أكبر، وهناك شريحة أخرى ترغب لو يشطب الرابع عشر من شباط من روزنامة أيامها، وترى أن الأمر “سخيف وغير جدير بالاحتفال”.

وكان للشابة العشرينية “ٍسلمى” رأي يتفق مع الفريق الثاني، حيث ترى أنه “مافي شي اسمه عيد وحب، الحب الحقيقي الي أنا كصبية عازبة هو صحن الكوسا المحشي أو الشاورما العربي، غير هيك ما بصدق، خلي الفالنتاين حوالينا ولا علينا”.

واتفق “شوقي”، 63 عاماً، مع “سلمى”، بالرغم من تزامن ذكرى زواجه الثالثة والثلاثين مع “عيد الحب” إلا أنه يجد فيه “استخفافاً للعقل ولا أؤمن به، والذكرى جاءت كصدفة محضة، الجميل فيها أن كل شخص يغني على ليلاه، هم يحتفلون بعشاق وورود، أما أنا احتفل بزوجتي وعائلتي التي عشنا معاً بحب طيلة الأعوام السابقة”.

ويميز شوقي ذكرى الزواج عن عيد الحب بأنه “يمثل العاطفة المقدمة للزوجة والأولاد، حب أسري لا يضاهيه شيء آخر”، ولكم رغب أن يكون هذا اليوم “للتراحم والتعاطف مع كل من شخص يعاني كمن فقد حبيب من زوج أو أب أو ابن، ويعبر عن الحب بالطريقة الصحيحة، وليس المعتاد أن نراه في الشارع”.

أما فريق المحبين، فجالوا الشوارع باللباس الأحمر، والفرحة تغمر أعينهم، ورأى الشاب “عزيز” أن “كل الأيام هي أيام حب، والحلو أنو نحتفل بهاد اليوم، ونخبر كل شخص منحبه أنه منحبه، ونحتفل معه ونشتريله هدية، لهيك قررت اليوم احتفل وعبر عن محبتي”.

وكما جرت العادة، لم يفلت “الفالنتاين” من قبضة “الكوميديا السورية” على مواقع التواصل الاجتماعي.

فغلاء الأسعار وصل لـ “الفالنتين” أيضا، حيث استنكر كثيرون غلاء أسعار الاحتفال “شو ممكن جيب هدية بـ 10 آلاف هي إذا بتجيب شي رمزي حتى؟”، مع الندب على فقدان الشارع السوري برأي الفتيات من “العنصر الذكوري الشاب، فلمن يكون الحب اليوم!”، بحسب تعبير إحداهن.

ولأن التجارة شطارة، قال “أمجد”، صاحب أحد محال الزهور في دمشق لتلفزيون الخبر، إن “هذا يوم رزق، منسترزق فيه قد شهر كامل، وما بيهمنا كيف العالم بتشوفه وشو رأيهم فيه، المهم انو آخر النهار نكون طالعنا حق تعبنا وربحنا منيح .. للصراحة نحنا تجار آخر شي وهذا شغلنا”.

وحول الزينة الحمراء، أشار أمجد أن “تعودنا كل سنة نزين المحل كله أحمر، كل المحلات هيك بتعمل وكل حدا بيعمل شي مميز يشد الناس لتشتري هداياها من عنده، منتفنن بلون الزينة وأشكال الهدايا والصناديق، ومنتعب كتير لأن منبدأ تحضير قبل شهر ونص من الفالنتاين”

ويذكر أمجد “أحياناً بيصير معنا قصص ما بعرف اذا بتضحك أو بتبكي، بيجينا هديتين أحياناً بيطلبوا نوصلهم لنفس العنوان، طبعاً نحنا ما منخبرهن ولا منقول شي، منوصل الهدية وما منتدخل بخصوصيات العالم”.

وترجع عادة الاحتفال “بالفالنتاين” في عدد من دول العالم إلى أسطورة مفادها أنه “في الرابع عشر من شباط أعدم الكاهن الروماني “فالنتاين”، الذي خالف أوامر الامبراطور “كلوديس الثاني” بحظر الزواج للخدمة بشكل أفضل في صفوف الجيش”.

لكن “فالنتاين” وجد أن القرار غير عادل، فأقدم على تزويج الشباب والشابات بطقوس سرية، وبعد أن فضح أمره، قرر الإمبراطور إعدامه فوراً”.

لين السعدي_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى