كاسة شاي

ألعاب أيام زمان التي لا يعرفها جيل الـ “PUBG”


في بيت الجدة أم عاطف، وتحديداً في “السقيفة” المليئة بالكراتين و”الشوالات”، توجد كرتونة مليئة بالألعاب والدمى القديمة، التي صنعتهم أم عاطف لأولادها، منذ عشرات السنين .

وبالرغم من قدم هذه الدمى والألعاب، بقيت معظمها محافظة على متانتها وشكلها، وكأنها مصنوعة لتبقى مئات السنين على حالها .

وتقول زينة ابنة أم عاطف، لتلفزيون الخبر “لم تكن الألعاب متوفرة مثل هذه الأيام لذلك تحايلت الأمهات والجدات لصنع ألعاب للفتيات الصغيرات، فمثلاً كانت عمتي خياطة وكانت تتفنن بصناعة العرائس لي ولإخوتي” .

وتشرح زينة عن طريقة صنع عمتها للدمى “أحياناً كانت تأتي بعصا صغيرة، تلفها بقطعة قماش لتصنع منها جسد العروس، ثم تأتي بغطاء علبة معدنية صغيرة تثبتها بأعلى العصا لتصنع الرأس وتلفه بالقماش وترسم بأقلام التلوين ملامح الوجه” .

وتتابع زينة الشرح “ثم من بقايا القماش عندها تصنع ثوباً فضفاضاً للعروس، تزينه بالدانتيل أو الأزرار، ومن خيطان الصوف تصنع ضفيرتين تثبتهما على الرأس، وأحيانا كانت تخيط جسم اللعبة من القماش وتحشوها بالقطن أو الصوف ” .

وتكمل زينة “كانت أجمل لحظة حين الانتهاء من صنع الدمية، لأننا سنمارس دور الأمومة وكأننا أنجبنا طفلة وعلينا الاهتمام بها” .
أما عاطف، الأبن البكر، يشرح عن لعبته المفضلة التي كان يصنعها له جده في كل زيارة فيقول “كانت لعبة “دولاب الهوا” أكثر لعبة أحبها، وهي عبارة عن ورق مقوى مقصوص الحواف، ومثبت من الوسط بمسمار صغير على عصا رفيعة” .

ويضيف عاطف “كنت أحمله وأركض به فيتحرك الدولاب بفعل الهواء، وأستمر بالجري لساعات دون تعب، وأنا أحمل طائرة ورقية أو مسدس مصنوع من الورق أو زورق صغير أو نقيفة (عود المطاط أو النبلة)” .

ويتابع “كنا في فصل الشتاء لا نستطيع الخروج من المنزل، فكانت لعبتنا المفضلة هي كرة قماشية محشوة بشكل جيد بالصوف والجرابات القديمة، فنستطيع اللعب ضمن البيت دون أي أضرار أو ضجيج للكرة” .

أما ابن عاطف لم تغريه هذه الألعاب، رغم حديث أبيه عنها، فبمجرد مجيء الكهرباء توجه الولد الصغير إلى موبايل أبيه طالباً منه تحميل لعبة “PUBG” .

ومع اختلاف الظروف والمعطيات وطريقة التفكير بالمجتمع ككل، اختلفت أيضاً ألعاب الأطفال، فلم يعد يغري الطفل دمية قماشية، أو كرة من الجوارب، بل بات بحاجة الى بندقية حربية أو “موبايل” يقضي عليه نصف نهاره بألعاب توقف تفكيره، أو تحاكي الواقع المحيط به .

يزن شقرة _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى