فلاش

“الشغل بدو خبرة والخبرة بدها شغل” .. عن الخريجين وسوق العمل

تظل متلازمة “الشغل والخبرة” تطارد الشباب السوريين، الذين أصبحوا يوقنون أن هذه المعادلة “بلا حل”.

محمد شاب سوري، وخريج جامعة دمشق لعام 2018، اختصاص هندسة سيارات وأليات ثقيلة، “وهو الاختصاص الأمتع بالعالم”، حسب ما وصفه محمد.

محمد درس تفاصيل الفرع الذي اختاره حتى بات مصدر ازعاج بين رفاقه، حين يتحدث في كل جلسة عن محرك “بي أم دبليو” وفرقه عن محركات “مارسيدس” أو غيرها.

ويحمل محمد شهادته التي يفتخر بها، والتي سهر ليالي يفكر بالمستقبل الذي ستصنعه له، ويتوجه الى شركات السيارات الخاصة التي كان يعتبرها الخطوة الأولى على طريق الحلم.

وأوضح محمد لتلفزيون الخبر “على ما يبدو طريق الحلم لا يبدأ من هنا، فلكي أتوظف بشركة تناسب اختصاصي ورغبتي أنا بحاجة الى خبرة في اختصاصي، ولكي أحقق الخبرة أنا بحاجة الى وظيفة تطلب خبرة في نفس المجال”.

وتابع خريج الهندسة “المضحك في الأمر أنني بدأت العمل عند جاري “الكومجي”، لأكون خبرة عملية، حرمتني منها جامعتي، بألاف المحاضرات النظرية، والقليل القليل من العملي”.

وبين محمد، صاحب 25 عام، لتلفزيون الخبر، عند سؤاله عن أسباب عدم تقدمه لوظائف القطاع العام، قائلا، بلهجة فاقد الأمل والساخر، “صح ما متنا بس شفنا يلي ماتوا، وظيفة الدولة بعد خدمة 20 سنة بصير سقف راتبك فيها، بيعمل 4 طبخات”.

وأكمل الخريج حديثه “ويا ريت يوظفوني بنفس اختصاصي (هندسة سيارات وأليات ثقيلة)، والله بخاف قدم عشي مسابقة فيطلع قرار تعييني بمديرية الصحة أو وزارة الزراعة مثلاً”.

فيما شرح أحد المسؤولين عن التوظيف، فضل عدم الكشف عن اسمه واسم الشركة الخاصة المعروفة التي يعمل بها، لتلفزيون الخبر “عندما تتاح الفرصة لشاغر معين، نقوم بالإعلان عنه، وخلال أسبوع تتكدس ألاف الطلبات للتوظيف، فعدد الخريجين بكل الاختصاصات كبير”.

وأضاف مسؤول التوظيف “نختار بين المتقدمين حسب الأفضل، ويبقى التمايز الحقيقي هو عامل الخبرة حتى إن كان لا يحمل شهادة في نفس الاختصاص، فبتنا نعلن سابقاً أننا بحاجة الى مجموعة مواصفات ومنها الخبرة لمدة لا تقل عن كذا”.

ونوه مسؤول التوظيف الى أنه “لا نستطيع توظيف من ليس لديه خبرة، لأن المشاريع بحاجة الى أشخاص يملكون كل الأدوات للتطوير والانجاز، على عكس قليلي الخبرة، الذين يحتاجون لوقت أطول”.

محمد خريج هندسة السيارات والأليات الثقيلة، والذي كان مشروع تخرجه، تحويل الزيت المستعمل لوقود، يعمل اليوم كـ “كومجي”، ويشرح لـ “معلمو بالشغل”، عن الفرق بين محرك سيارة “بي أم دبليو” و “المارسيدس”، كما تعلم بالجامعة، وكما لم يراها من قبل.

يزن شقرة _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى