موجوعين

سنوات التهجير لم تشفع لأهالي قرية العامرية في ريف حمص بإعادة الخدمات لقريتهم

ما يزال الإهمال في إعادة ترميم البنية التحتية لقرية العامرية في محافظة حمص المحررة سبباً من أسباب التهجير الثاني و الذي عانوا منه قبل نحو خمس سنوات .

وتتبع القرية الواقعة بريف حمص الشمالي الشرقي إلى بلدية المشرفة والتي لا تربطها حدود إدارية معها، وبينهما قريتي عين حسين جنوبي و عين الدنانير وفق قرار ضم البلديات، والذي صدر قبل أكثر من عشر سنوات وتم التراجع عنه في بعض المناطق كبلديتي أم الدوالي والخنساء بريف حمص الغربي .

وكانت قرية العامرية أو عين حسين شمالي ، تعرضت في تشرين الثاني من عام 2011 لأول هجوم من العصابات المسلحة في المناطق المتاخمة له،ا تلاها عدة هجمات وعلى مدار عامين، قبل أن يتمكن المسلحون من احتلال القرية وتهجير أهلها في 29-1-2013 م .

نزح أهالي القرية إلى القرى المحيطة وإلى عدة أحياء من مدينة حمص على إثر المعركة الأخيرة بين الأهالي والمجموعات المسلحة والتي استشهد فيها ما يقارب 30 شهيداً من القرية وفقد آخرون.

وخلال سنوات التجهير، عانى أهالي قرية العامرية من التشرد والفقر، مثل جميع السوريين ممن هُجّروا من بيوتهم قسراً، ونهبت أرزاقهم وآلياتهم ومقتنيات منازلهم ، كما ردمت آبار المياه التي استخدموها ذات يوم للشرب أو الزراعة .

وبعد أن حرر الجيش العربي السوري مدن وبلدات ريف حمص الشمالي ، في أيار 2018 ، بدأت المؤسسات الخدمية بالعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية، سيما الكهرباء والماء والطرق والمدارس، وتأمل أهالي قرية العامرية أن يعودوا إلى ديارهم وأراضيهم .

وبدأت مناشداتهم تطرق كل باب و “شباك ” في محافظة حمص، إلا أن الوحيد من سمع هذه المناشدات هم عناصر الهندسة في الجيش العربي السوري، حيث قاموا بتفكيك الألغام في القرية ومحيطها .

و قبل نحو 3 أشهر، شكّل الأهالي وفداً شعبياً مؤلفاً من 7 أشخاص، بينهم مختار القرية حبيب المريعبي وزاروا محافظ حمص في مكتبه، وطالبوا بحزمة خدمات للقرية كفتح الطرق وإزالة السواتر الترابية والسماح بتعزيل الآبار و منع خروج الآليات من ريف حمص الشمالي إلا بعد التأكد من وجود ملكية صحيحة لسائقها .

وقال مختار العامرية حبيب المريعبي لتلفزيون الخبر أن ” محافظ حمص أصدر أمراً بمنع خروج الآليات من ريف حمص الشمالي إلا بعد التأكد من ملكيتها، حيث تم استعادة 15 آلية لأهالي القرية من أصل 150 آلية تمت سرقتها بعد احتلال العصابات المسلحة لها وتوزعت في مناطق ريف حمص الشمالي ” .

وتابع المختار ” كما استدعى محافظ حمص خلال الاجتماع رئيس المجالس المحلية نصر الحسين، والذي زعم أنه زار القرية قبل أيام، وأن نسبة الضرر فيها لا تتجاوز 5%، علماً أن البنية التحتية مدمرة بنسبة تزيد عن 80% ” .

وأكد حبيب المريعبي للمحافظ أن ” كلام مدير المجالس المحلية غير دقيق لأن القرية لم تقم وحدات الجيش بتنظيفها من الألغام بعد، ولا يمكن الدخول إليها ، لينسحب نصر الحسين من الاجتماع المذكور ” .

وأوضح مختار العامرية لتلفزيون الخبر أن” الأهالي بدأوا بالعودة إلى القرية منذ نحو شهرين ، حيث بلغ عدد الأسر 40 أسرة “.

وأكد المختار “أن الأهالي طالبوا الخدمات الفنية بإزالة السواتر الترابية التي رفعتها العصابات المسلحة في شوارع القرية وعلى مداخل المنازل ، كما طالبوا عضو المكتب التنفيذي لقطاع التربية اعتدال الوعري بضرورة تأهيل المدارس، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً “.

كما يطالب أهالي العامرية الشركة العامة لكهرباء حمص بإعادة وصل التيار الكهربائي إلى قريتهم ، كذلك يطالبون مؤسسة المياه، بمد مياه للشرب من قرية عين الدنانير أو من خط المشرفة .

يشار إلى أن عدد سكان قرية العامرية ومزارعها يزيد عن 9000 نسمة، وتهجّر أهلها وفقدوا أملاكهم وأرزاقهم بعد اجتياح القرية من قبل العصابات المسلحة، وما يزالون مهجرين إلى أن ينظر الله في أمرهم .

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى