كاسة شاي

عام على عودة حي القابون سورياً

مضى عام على تحرير حي القابون من رجس المجموعات المسلحة المتشددة حيث ﺧﺮﺝ ﺁﺧﺮ ﻣﺴﻠﺢ منذ عام ﻣﻦ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺭﺳﻤﻲ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ، ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼل ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ له.

ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪ ﻳﻮﻡ 18 ﺁﺫﺍﺭ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 2011 ﺧﺮﻭﺝ ﺃﻭﻝ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ.

ﻓﻲ 27 ﺁﺏ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 2012، ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻮﻥ التابعون لميليشيا “ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ” الاسلامي المتشدد ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻣﺮﻭﺣﻴﺔ تابعة ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻮﻕ الحي.

ﻭﺩﺧﻞ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻫﺪﻧﺔ ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ 2014، ولكن ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻬﺎ، وﻗﺎﻣﺖ ﺑﺨﺮقها غير مرة.

ﻭﺗﻌﺪﺩﺕ ﺗﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻓﻜﺎﻥ “ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ” ﺃﻭﻻ، ﺛﻢ “”ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ” ﻭ “ﻓﻴﻠﻖ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ”، ﻭ “ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻡ” الإرهابي ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ، ﻫﻲ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ.

ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 2017 ﻭﺭﻗﺔ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﻮﺩﻫﺎ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺇﺩﻟﺐ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﺗﺴﻮﻳﺔ ﻭﺿﻌﻪ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺭﻓﻀﺖ خيار التسوية ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ أﻥ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ.

ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ، ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻠﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ، ﺑﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺇﺷﺮﺍﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً.

ﻭﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺇﺩﻟﺐ 2289 ﺷﺨﺼﺎ، ﺑﻴﻨﻬﻢ 1058 ﻣﺴﻠﺢ، ﻭﺗﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ 600 ﻣﺴﻠﺤﺎ ﺭﻏﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﺔ.

ﻭﻳﻘﻊ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ 4 ﻛﻢ، ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺎﻭﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﺯﺓ ﻭﺟﻮﺑﺮ ﻭﻋﺮﺑﻴﻦ ﻭﺣﺮﺳﺘﺎ، ﻭﻳﺨﺘﺮﻗﻪ ﺍﻻﺗﺴﺘﺮﺍﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻣﺸﻖ – ﺣﻤﺺ، ﻭﻋﻘﺪﺓ ﻃﺮﻗﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻫﻲ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ .

ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﺘﻮﺍﺟﺪ ﻛﺮﺍﺟﺎﺕ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻭﻭﺻﻮﻝ ﺑﺎﺻﺎﺕﺍﻟﺒﻮﻟﻤﺎﻥ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻦﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ .

ﻭﻗﺪﺭ ﻋﺪﺩ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ 80 ﺃﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺰﺣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ.

ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻵﺭﺍﻣﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ “ ﺁﺑﻮﻧﺎ ” ،ﺛﻢ ﺣﺮﻓﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ “ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ”، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﻭﺭ ﻧﻬﺮﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺗﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍلحي.

علي خزنه – دمشق – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى