العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

5 سنوات على مقتل زهران علوش.. دمشق تستذكر ضحاياها ومفقوديها

يمر عيد الميلاد على أبناء العاصمة اليوم بهدوء وسكينة، يضعون أشجار الميلاد بأمان، ويمارسون طقوس العيد في ساحات العباسيين والقصاع وباب توما تزامناً مع مرور خمس سنوات على مقتل زهران علوش زعيم مايسمى فصيل “جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية.

تلك الأحياء التي استقبلت مئات القذائف الصاروخية والهاون والآلاف من الرصاص الطائش، اليوم بات يتجمع مئات الأشخاص في الساحات وفي قلوبهم وعقولهم ما مر على هذه المناطق خلال سنوات الحرب الأليمة.

وبرز اسم زهران علوش في الأيام الأولى لاندلاع ما يسمى بـ “الثورة السورية”، وأسس علوش بداية تنظيماً في مدينة دوما أسماه “سرية الإسلام”، ما لبث أن توسع تنظيمه فغير اسمه إلى “لواء الاسلام”، ليستقر أخيراً بعد الدعم السعودي له على اسم “جيش الإسلام”.

وعرف عن زهران و”جيشه” قصفه لأحياء دمشق السكنية، وشكل إرهابه أحد مفاصل حياة دمشق لسنين عدة، وقتل بصواريخه العديد من المدنيين بين شهيد وجريح كان ذنبهم الوحيد هو صمودهم في دمشق.

تخرج المدعو زهران علوش من كلية الشريعة بجامعة دمشق، حائزاً أيضاً على شهادة ماجستير، وذهب للسعودية لإكمال “تعليمه” في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

ووالد زهران علوش يدعى عبد الله علوش وهو أحد مشايخ السلفية المعروفين في مدينة دوما، وعلى نهجه سار ابنه، الذي سبقه بمراحل في التشدد، وذلك بفضل “أساتذته” في السعودية.

اعتقل علوش غير مرة في سوريا، بدءاً من عام 1987 أول اعتقال له، وصولاً لعام 2009، بسبب نشاطاته الدعوية المشبوهة، وأطلق سراحه عام 2011 في العفو الرئاسي الذي صدر أوائل الحرب في سوريا.

قُتل زهران علوش في غارة جوية أثناء اجتماعه بإرهابيي تنظيمه في بلدة أوتايا بغوطة دمشق الشرقية في 25 كانون الأول من العام 2015.

وعلوش قتل في “أوتايا” التي سَجن أهلها وجعلهم دروعاً بشرية لأعماله الإجرامية التي بلغت بشاعتها حد حرق الأطفال في فرن خبز في المجزرة التي قام بها في عدرا العمالية.

ويذكر جيداً أبناء العاصمة أول أيام الامتحانات قبل ستة سنوات تقريباً حين أعطى زهران علوش قائد ماكان يسمى تنظيم “جيش الاسلام” أوامره باستهداف العاصمة بكثافة، و “شتت الدنيي” قذائف، ما أدى لشبه تعطيل الحركة في دمشق .

كما يذكر سكان العاصمة يوم 25 \ 12 \ 2015 منذ خمس سنوات بالتمام، حين اتفقت كل وسائل الاعلام ، وعلى اختلاف جنسياتها وانتمائاتها على تأكيد خبر واحد، زهران علوش قتل.

وتعد مأساة عدرا العمالية، التي ما تزال تداعياتها حتى الآن مستمرة، من أبرز جرائم زهران علوش، فبعد احتلال المنطقة قام عناصره بعمليات أقل ما يقال فيها وحشية من حرق الناس في الأفران إلى سحلهم.

والمأساة المستمرة لعدرا العمالية كانت بخطف ماكان يسمى “جيش الاسلام” لعدد كبير من المدنيين من المنطقة واقتيادههم لمدينة دوما وتحديداً سجن التوبة المشهور الذي ضم ألاف المختطفين من عسكريين ومدنيين، كما نقلت وسائل الاعلام وضع علوش مختطفي عدرا العمالية في أقفاص وعرضهم في ساحات دوما.

ولم يكتف علوش بقمع وقتل وخطف السوريين، فكل من لا يعجب علوش كان ببساطة يسجن، تقمص علوش دور الأمير بقوة، وقصة الناشطة المعارضة رزان زيتونة ما زالت حتى اليوم تشكل شرخا بين “جيش الاسلام” الذي اعتقلها ثم ما لبث أن ادعى عدم معرفتها بمكانها، وبقية “المعارضة السياسية”.

خمسة أعوام مروا، أتم الجيش العربي السوري فيها السيطرة على غوطة دمشق الغربية كاملة والشرقية واستعاد كل المناطق الخارجة عن السيطرة في دمشق وريفها.

خمسة أعوام مروا وتتابع العاصمة وأبناؤها حياتهم، ذاكرين من فقدوهم بغصة وألم، واضعين علوش وأمثاله في محرقة الذكريات في مكان بعيد عن أحلامهم بسوريا الآمنة المطمئنة.

علي رياض خزنه_ تلفزيون الخبر _ ريف دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى