العناوين الرئيسيةفلسطين

49 عاماً على استشهاد غسان كنفاني

“سأظل أناضل لاسترجاع الوطن، لأنه حقي وماضيي ومستقبلي الوحيد، لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل، وشمس تتوقد، وغيوم تمطر، وجذور تستعصي على القلع”.

هي واحدة من آلاف الجمل التي سطرها الأديب غسان كنفاني، قبل استشهاده على يد الاحتلال الصهيوني في يوم 8 تموز 1972 في بيروت.

وغسان لمن لا يعرفه، ابن مدينة عكا الفلسطينية، حيث ولد فيها عام 1936، ليبدأ مسيرة فكرية خلدت حتى يومنا هذا بكلمات بسيطة يفهمها أي قارئ وتتغلغل فيه.

حياة غسان عبرت بمراحل عديدة، أبرزها لجوؤه إلى لبنان مع أسرته بعدما احتل العدو الصهيوني قريته عام النكبة 1948.

ثم عاش كنفاني بعد بيروت في دمشق، وعمل فيها كمدرس في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، منها مدرسة “الأليانس”.

وبدأ في دمشق أيضاً حياته السياسية في العاصمة السورية برفقة حكيم الثورة “جورج حبش”، الذي أسس “حركة القوميين العرب”.

والتحق كنفاني بجامعة دمشق في قسم اللغة العربية لمدة ثلاث سنوات، إلى أن ترك دمشق سنة 1955 متجهاً إلى الكويت للعمل مدرساً للتربية الرياضية والرسم.

وانتسب كنفاني إلى جامعة دمشق، ونال شهادة الإجازة في الآداب من قسم اللغة العربية.

وكتب كنفاني في الكويت أولى قصصه القصيرة “القميص المسروق” التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية.

وفي عام 1960 غادر الكويت إلى بيروت ليعمل محرراً في جريدة “الحرية”، كما عمل في جريدة “الأنوار”، ومجلة “الحوادث”، ورئيساً لتحرير “المحرر”.

وفي عام 1967 بدأ عمله في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فعاش لحظات نشوئها حركة سياسية ثورية ونضالية تمارس الثورة التقدمية الفعلية، وتتفاعل ضمن خط استراتيجي وهدف وطني محدد وتبلور روح التحرير المستهدفة مع باقي منظمات المقاومة الفلسطينية.

في عام 1969 أسس جريدة “الهدف”، الناطقة بلسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي كان عضو المكتب السياسي لها، وبقي رئيساً لتحريرها حتى استشهاده.

ألف كنفاني، إضافة إلى عمله السياسي، عشرات الروايات والقصص القصيرة، التي وصفت البلاد والمجتمع والمقاومة، حالة النزوح واللجوء، كل ذلك بأسلوب بسيط وسلس، أوجع العدو الصهيوني الذي قرر إنهاء حياته، ظناً منه أن الموت سيوقف فكراً حراً مقاوماً كفكر غسان.

ومن أشهر رواياته “أم أسعد”، “رجال في الشمس”، “عائد إلى حيفا”، “موت سرير رقم ١٢”، “عن الرجال والبنادق”.

ونفذ العدو الصهيوني، عملية اغتيال كنفاني، في بيروت بتاريخ ٨ تموز ١٩٧٢، عبر تفجير سيارته، حين كان برفقة “ليلى” ابنة شقيقته، واستشهدا سوية.

واليوم بعد 49 على غياب غسان كنفاني، لا يزال رمزاً فلسطينياً حياً، وذاكرة يتمسك فيها كل مؤمن بالقضية الفلسطينية، محيين فكر غسان، وحروفه، ونضاله حتى الرمق الأخير بوجه احتلال غاشم يخاف من الحقيقة ورواتها.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى