العناوين الرئيسيةفلاش

33 شهيداً في أكثر من 40 اعتداء على حلب في عامها الثالث على التحرير

شهد العام الثالث منذ تحرير أحياء مدينة حلب بتاريخ 22-12-2016 تصعيداً متكرراً واعتداءات ومجازر ارتكبت بحق أهالي حلب من قبل إرهابيي “جبهة النصرة” الذين ما زالوا يحتلون أجزاء من أحياء حلب في الجهة الشمالية والغربية منها.

وأعادت تلك الاعتداءات للأذهان السنوات الطويلة التي عاشتها مدينة حلب تحت القذائف اليومية التي كانت تسقط في مختلف أحيائها، ليستذكر الأهالي تلك السنوات مع تجدد الاعتداءات بشكل كثيف بين الحين والآخر هذا العام.

ومنذ تحرير مدينة حلب من ثلاث سنوات، بقيت أجزاء من الأحياء الواقعة شمالاً وغرباً تحت سيطرة إرهابيي “جبهة النصرة”، وهي بالتفصيل محيط معامل البليرمون، وحي المالية في جمعية الزهراء، وحي الراشدين في حلب الجديدة، الأمر الذي جعل قسم من مدينة حلب غير آمن بعد.

وتعد جبهة جمعية الزهراء من أولى جبهات الحرب في حلب منذ عام 2012، وأشدها، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم يحدث أي تقدم للمسلحين من جهتها، رغم الهجمات العنيفة التي تعرضت لها طيلة سنوات الحرب.

ومنه، فإن جبهة جمعية الزهراء، أو كما يسميها الأهالي “قلعة المخابرات الجوية”، تعد أقوى وأقدم جبهة مستمرة حتى الآن في حلب، علماً أن ما يقابل هذه الجبهة هم ليسوا فقط إرهابيي “جبهة النصرة”، بل الريف الشمالي لحلب الممتد حتى الحدود التركية المفتوحة التي تُدخل المساعدات والدعم للمجموعات المسلحة طيلة تلك المدة.

وقبل العودة للاعتداءات التي طالت مدينة حلب هذا العام، يجب الإشارة إلى أن السنتين الفائتتين بعد تحرير المدينة (2017-2018) لم تشهد تلك الاعتداءات الكثيرة مقارنةً بما حصل عام 2019.

علماً أن استهدافات “النصرة” كانت وما زالت تأتي عند أي تقدم يحرزه الجيش العربي السوري في باقي المناطق السورية، في محاولات للضغط عليه وتشتيت قوته، ولم تفلح في أي مرة.

وتعمُّد “النصرة” الاعتداء على أحياء حلب يأتي أيضاً، كما حفظه الأهالي، في أوقات المناسبات، ففي أي مناسبة وطنية كانت أم دينية أم أعياد حتى، كان إرهابيو “جبهة النصرة” يمطرون حلب بالقذائف الصاروخية.

وبلغت حصيلة الشهداء والمصابين نتيجة اعتداءات “جبهة النصرة” المتكررة على أحياء حلب منذ بداية عام 2019 وحتى يوم ذكرى التحرير 33 شهيداً و139 جريحاً، علماً أن العدد الأكبر للشهداء كان من الأطفال والشباب.

أما عدد الاعتداءات التي تعرضت لها مدينة حلب بفترات مختلفة، بعضها استمر لأيام متتالية، فتخطى الـ 40 اعتداء طيلة العام، منها اعتداء طال بلدة الزهراء الواقعة بالريف الشمالي من حلب أيضاً.

وأولى الاعتداءات التي طالت مدينة حلب عام 2019 كانت في اليوم الخامس من الشهر الأول، عبر استهدافات طالت حيي الحمدانية وسيف الدولة، تبعه اعتداء آخر في نفس الشهر في اليوم الثامن والعشرين منه على أحياء حلب الجديدة وجمعية الزهراء.

ولم يشهد الشهر الثاني أي اعتداءات على المدينة، لتعود القذائف في الشهر الثالث مستهدفةً أحياء شارع النيل والموكامبو وجمعية الزهراء والشهباء الجديدة وشارع النيل، ليسقط للمرة الأولى منذ تحرير المدينة شهيدان وأربعة جرحى، حيث استهدف واحد من الشهداء برصاص قناص “النصرة” في حي جمعية الزهراء.

أما في الشهر الخامس والسادس من العام الحالي، فكانت الاعتداءات مركزة على حي الحمدانية، (علماً أنه أكثر حي تعرض للاستهداف هذا العام)، على حين أنه استهدفت خلال الشهر السادس بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي عبر خمس قذائف صاروخية أيضاً.

وعن تموز العام الحالي، فهو الشهر الذي شهدت فيه مدينة حلب تصعيداً شديداً من قبل إرهابيي “جبهة النصرة”، لتكون أكثر الاعتداءات وقعت خلاله، ليشهد أيضاً مجزرتين ارتكبهما المسلحون بحق المدنيين عبر استهداف سوق جامع الرحمة بحلب الجديدة وسوق صلاح الدين الشهيرين والمعروفين بازدحاماتهما الشديدة.

واستهداف سوق جامع الرحمة بحلب الجديدة وقع في تاريخ 14-7-2019، بعد أن استهدف صباح ذاك اليوم مبنى القصر البلدي، للمرة الأولى منذ التحرير أيضاً، ما أدى لإصابة طفل بجروح، لتمر ساعات قليلة تبدأ بعدها القذائف تنهال بشكل كثيف على سوق جامع الرحمة المزدحم.

وسقط نتيجة المجزرة التي ارتكبها إرهابيو “جبهة النصرة” في السوق “6 شهداء و22 جريحاً”، علماً أن القذائف استمرت طيلة ليل ذلك اليوم، بالتزامن مع رد الجيش العربي السوري بسلاحي المدفعية والصواريخ على مصادر إطلاق القذائف، مع تحليق للطيران الحربي في سماء حلب للمرة الأولى أيضاً منذ التحرير.

أما مجزرة سوق صلاح الدين فارتكبها المسلحون بتاريخ 31-7-2019، عبر استهدافات مكثفة لمنطقة السوق في ساعات ذروته بعد العصر، ما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح.

واليوم الأخير من الشهر السابع شهد أيضاً استهدافات لأحياء جمعية الزهراء والسوق المحلي والحمدانية، ويستذكر أهالي حلب في ذاك اليوم شهداء مدينتهم والحرائق التي شبت بسبب القذائف في مختلف أحياء المدينة والتي وصل عددها لـ 10.

ومنذ الشهر السابع وحتى الآن، لم يمضِ شهر واحد دون تعرض مدينة حلب للاعتداء من قبل المسلحين، علماً أن آخر تلك الاعتداءات، (حتى تاريخ 21-12-2019) كانت يوم الجمعة الماضي، لم تسفر عن إصابات، سبقها اعتداء آخر يوم الخميس 19-12-2019 على حي الحمدانية، أدى لإصابة ستة أشخاص بجروح.

وكما ذكر سابقاً، فإن اعتداءات “النصرة” على أحياء حلب تأتي بالتزامن مع التقدمات الأخيرة التي يحرزها الجيش العربي السوري، خصيصاً في أرياف إدلب، ضمن محاولات فاشلة للضغط عليه وإيقافه من تحرير الأرياف المحتلة، علماً أن هذه الممارسات تطورت في بعض الأحيان لاشتباكات، كالتي شهدتها جبهة جمعية الزهراء الأسبوع الماضي، لم تسفر عن أي تغير في خارطة السيطرة.

 

 

وفا أميري – تلفزيون الخبر

 

لا يتوفر وصف للصورة.                      لا يتوفر وصف للصورة.

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏                      ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، و‏‏سحاب‏، و‏سيارة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى