فلاش

13/9 .. توقيع اتفاقية أوسلو .. اتفاقية الذل

في عام 1993 وفي 13 من شهر أيلول وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقا مع العدو “الاسرائيلي” قضى باعتراف فلسطيني بالكيان المحتل مقابل اعتراف “اسرائيلي” بمنظمة التحرير والبدء بـ”مفاوضات” معها.

الاتفاق الذي سمى باسم العاصمة النرويجية، حيث أعلن عنه تم، برعاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون، ومثل الفلسطينيين حينها محمود عباس الرئيس الفلسطيني الحالي والذي كان حينها أمين سر اللجنة التنفيذية، ووقع عن الجانب “الاسرائيلي” رئيس وزرائه آنذاك ورئيسه السابق شمعون بيريس.

وعرف الاتفاق رسميا باسم “إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي” وهو أول وثيقة رسمية فلسطينية “اسرائيلية”، ويعتبر من افرازات مؤتمر مدريد المنعقد عام 1991، والذي شاركت سوريا فيه، والذي أدى لانفراد الكيان بكل من فلسطين والأردن وتوقعيها معهم اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة.

بموجب الاتفاق الذي رفضه كثيرون وعدوه اتفاقية ذل، اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بدولة “اسرائيل” متنازلة بشكل رسمي عن حوالي 78% من أراضي فلسطين، أي أن كل فلسطين أصبحت “اسرائيلية” ما عدا الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن بين أهم بنود الاتفاق سيء الذكر إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فيما تكون “اسرائيل” مسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية “عدوان خارجي”، بمعنى أدق أنه لا يوجد جيش فلسطيني يمثل الشعب الفلسطيني، بل جيش الاحتلال يقوم بحماية مواطني المناطق التي يحتلها!.

سوريا عارضت الاتفاق، الذي تمخض بعد مفاوضات سرية بين الجانبين “الاسرائيلي” والفلسطيني، جملة وتفصيلا، وقال الرئيس الراحل حافظ الأسد واصفا الاتفاق بأن “كل بند في أوسلو يحتاج أوسلو جديد”، معلنا رفض سوريا المطلق للاتفاق.

فلسطينيا رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان قائدها جورج حبش الاتفاق، كما أعلنت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير وحركتي الجهاد الاسلامي وحماس رفضهم للاتفاق بكامله، فيما حصل الاتفاق داخل الكيان الصهيوني في “الكنيست” على موافقة 61 عضوا وعارض 50 آخرون، وامتنع 8 عن التصويت.

الاتفاق الذي يوصف بأنه “خنجر مسموم” غرسته منظمة التحرير في ظهر القضية الفلسطينية، أعطى “اسرائيل” شرعية ووجود على معظم الأراضي التي احتلها، وأُجل الحديث عن وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا في بقاع العالم، وأصبحت القدس بعدها أقرب من أي وقت مضى “عاصمة أبدية لإسرائيل” كما يحلو للكيان الصهيوني تسميتها.

ماذا ربح الفلسطينيون من الاتفاق ؟، ربحوا اعترافا “اسرائيليا بوجود منظمة تمثل الفلسطينيين، هي بالأساس موجودة وتستمد شرعيتها من أبناء فلسطين، وربحوا سلطة فلسطينية أشبه بالمخصية لا تستطيع أن تحرك شيئا بدون موافقة الاحتلال، ومن ير اليوم وضع الفلسطينيين يعرف جيدا أن اتفاق الذل والعار صيغ فقط لهدف هو شرعنة وجود “اسرائيل” بأصوات فلسطينية.

 

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى