العناوين الرئيسيةمجتمع

التقاطات مُتعَبة .. هل تأتي “التوعية فقط” بفايروس “كورونا” أُكُلَها ؟

يسارع العم “أبو سعيد” بين المارة على أبواب أحد المؤسسات التجارية ليحظى بنصيبه من مادتي الأرز والسكر المقوننتين، يقف في الطابور فيما يزاحمه رجلٌ آخر ضمن مسافة لا تتعدى نصف المتر، دونما أي اعتبارات “كورونية”.

يقول الرجل لتلفزيون الخبر: “أي إجراءات وقائية ممكن أن نتخذ، وكيف يمكن أن نتباعد، نغسل أيدينا عند العودة ونحافظ على لبس الكمامة”، مردفاً “أكتر من هيك مافي، الحياة أقسى من هالمرض”، ويلتفت ليتابع الانتظار.

وفي منطقةٍ أخرى، وسط تجمعٍ قليلٍ للحافلات التي تضيق بازدحامات المواطنين، يتصدر مشهد منطقة “جسر الرئيس” بدمشق الموقف، شابٌ يلاحق السيرفيس من هنا وأخرى تضم طفلها إلى صدرها لتتبعه من هناك، ورجلٌ مسنٌ آخر يشارك السباق.

ويتجمع الركاب في مساحةٍ ضيقة وسط اختلاطٍ في الأنفاس وتضاربٍ للأجساد، يحشرون أنفسهم، بينما تبقى مجموعةٌ منهم بانتظار سيرفيس آخر، لنتمكن بالتالي من محادثة شابة لم تحظَ بزاوية للركب، قالت: “مضطرة انتظر، أجرة التكسي بتكسرنا”.

“أم مُحمد”، سيدة تُقارب الخمسين من العمر، وأم لأربعة أطفال، تروي ترددها الكبير في إرسال أطفالها الذين يبلغ أكبرهم ١٤ عاماً إلى مدارسهم، تخاف انقطاعهم كما تخاف التقاطهم للوباء، في الوقت الذي يحدثها فيه أبناؤها عن اكتظاظات في المدارس والصفوف.

وتضيف السيدة “أحاول توعية أطفالي في المنزل، وتهيئة مقويات المناعة من الأغذية، لكن لم يعد كل شيء متوفر، ولم يعد سهل المنال كما في السابق، كل الأسعار دوبلت”، بحسب تعبيرها.

وكانت وزارة التربية حددت تزامناً مع بدء العام الدراسي بروتوكولاً صحياً ليتم العمل عليه خلال الدوام، حيث عملت بعض المدارس في المحافظات على تطبيقه من خلال إغلاق شُعب تبين إصابة طلاب فيها بالفايروس.

من جهة أخرى، كانت محافظة طرطوس أقرت في وقت سابق إغلاق جميع صالات الأفراح و التعازي لمدة شهر وغرامة 25000 ليرة لكل سائق وسيلة نقل يسمح للراكب الصعود دون إرتداء كمامة.

وأطلقت محافظة السويداء حملة “لا إهمال ولا تهويل” بالتعاون مع بعض الجمعيات والمحافظة للتوعية بالمرض، بعد أن تم تأكيد تزايد حالات الإصابة فيها.

فيما يتم الحديث والتوعية بين المواطنين في المنزل الواحد أو العمل الواحد، من خلال حث بعضهم الآخر على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية، وفي المقابل هناك فئة لا تأخذ بالاً لأي التزام أو خطورة.

يذكر أن آخر حصيلة لإصابات فايروس “كورونا” المسجلة في سوريا بلغت حتى صباح الأربعاء، 7973 شفيت منها 3624 وتوفيت 422 حالة، وسط تخوف من ذروة جديدة مقبلة للوباء الذي قلب العالم.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى