موجوعين

“يوم المخطوف السوري” .. يعانق من غيبته الحرب

أطلق أهالي مختطفين سوريين بالتشارك مع ناشطين إعلاميين حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “يوم المخطوف السوري” للمطالبة بمعرفة مصير ذويهم الذين خُطفِوا من قبل المجموعات المسلحة ولم يظهر مصيرهم حتى الآن.

ويقول الأهالي في التعريف بحملتهم “نحن أهالي المخطوفين السوريين .. ندعوكم باسم الانسانية وحقوق الإنسان للوقوف في وجه مجرمي الحرب والتضامن مع حق المخطوفين بالحرية”.

الحملة الشعبية التي أطلقوها الأهالي شملت كل المختطفين من العسكريين وجنود الجيش والقوات الرديفة والمدنيين ومنهم عضو مجلس الشعب السوري إياد إبراهيم سليمان الذي اختطف في 9 آذار 2013 في ريف حمص الشرقي.

ومنهم المطرانين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المختطفين منذ عام 2013 إضافة إلى آلاف المختطفين ولكل منهم اسم وقصة وحياة توقفت عند لحظة اختفائهم.

اختار القائمون على الحملة يوم 20 كانون الأول يوماً سنوياً للمخطوف السوري وهو اليوم الذي يصادف ذكرى سقوط مشفى الكندي في حلب عام 2013 .

وتعتبر قصة صمود مشفى الكندي أيقونة الحرب والإرادة السورية وتتلخص بصمود عشرات الجنود لمدة ثمانية أشهر من عام ٢٠١٣ ، بوجه المئات من إرهابيي “جبهة النصرة”.

قاوم خلالها “أساطير الكندي” أسوأ ظروف الحصار بأقل الإمكانات، فاقتاتوا على الأعشاب والأدوية، قبل أن يستشهد منهم العشرات ويصاب ويؤسر الباقون.

مكسيم منصور، أحد الناشطين بالحملة وأخ جندي مختطف قال لتلفزيون الخبر “في يوم 20/12/2018 يكون قد مضى 5 سنوات على غياب العشرات من الجنود السوريين في مشفى الكندي بحلب بين شهيد ومختطف”.

وأضاف “في هذا اليوم من عام 2013 شن مئات الإرهابيين التابعين لتنظيم جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معه والمدعومة من قبل الدولة التركية ورئيسها هجوما على جنود مشفى الكندي بالسيارات المفخخة والإنتحاريين”.

وتابع “لنجعل من هذا اليوم تذكاراً لكل السوريين المختطفين ولنرفع صوتنا في وجه مجرمي الحرب مطالبين بالكشف عن مصير جميع مخطوفينا وإطلاق سراحهم”.

وأكد منصور أن ” الخطوة الأولى في الحملة هي كتابة أسماء المخطوفين وأماكن اختطافهم وإعادة نشرها وتوثيقها بالصور والفيديوهات المتوفرة”.

وأضاف:” من الممكن تنسيق وقفات تضامنية صامتة وإقامة نصب يمثل الجندي السوري المخطوف لاحقاً”.

وحول تفاعل السوريين مع الحملة قال منصور “السوريون متفاعلون مع الحملة بشكل عام والتجاوب الشعبي جيد ، والترويج للحملة تم قبل أسابيع من اليوم المحدد ليوم المخطوف السوري”.

وعن التفاعل من قبل الشخصيات الفنية والإعلامية أكد منصور أنه “كان خجولا وسط عدم تعليق حكومي رسمي على الحملة”.

وحول أهداف الحملة قال ناشط آخر “تهدف الحملة للاضاءة على قضية المخطوفين وتشكيل رأي عام داعم لقضيتهم ولاحقا العمل على اجراءات قانونية ضد الدولة التركية ورئيسها”.

و تابع ” سنقوم يوم الخميس بتكثيف نشر صور وفيديوهات تتحدث عن حياة المخطوفين وقصصهم”.

وقام بعض الناشطين في الحملة بترجمة قصص المختطفين إلى لغات أجنبية، بهدف إثارة الرأي العام العالمي الذي ينادي بحقوق الإنسان والضغط على الدول المشغلة لهم لإعادة المخطوفين سالمين.

ويتهم منظمّو حملة “يوم المخطوف السوري” الدولة التركية متمثلة برئيسها رجب طيب أردوغان بالتورط في قضية المخطوفين عبر أدواته من التنظيمات المسلحة المصنفة على لوائح الإرهابية الدولية.

ويحمّلون الدول الداعمة للتنظيمات المسلحة، مسؤولية اختفاء أبناءهم كما يسعون بالتشاور مع محامين ومختصين حقوقيين لرفع قضية على الرئيس التركي في المحاكم الأوروبية لتحميله مسؤولية حياة المختطفين وغيابهم.

ولا يأمل أهالي المختطفين من الحملة سوى إحياء قضية أبناءهم والإضاءة على حق ذويهم بالحرية والكشف عن مصيرهم والوقوف ولو معنويا مع من ضحى بكل حريته من أجل حرية وطنه.

وبينما ينتظر أهالي المختطفين خبرا أو معلومة عن مصير أبناءهم ينتظر الكثيرون أي تصريح أو كلمة تعاطف تصدر عن المسؤولين المعنيين للتعبير عن تضامنهم مع قضية محقة، قضية بقيت رغم نهاية الحرب على قيد الانتظار .

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى