وفد سوري يلتقي بوغدانوف ويناقش عددا من النقاط الشائكة على رأسها الملف الكردي

التقى وفد اجتماعي سياسي سوري المبعوث الخاص للرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، وضم الوفد كلا من الأمين العام للحزب الوطني للشباب للبناء والتغيير بروين إبراهيم، ورئيس حزب الشعب الشيخ نواف الملحم، وممثل المجتمع المدني رئيس مجلس إدارة جمعية نور للإغاثة والتنمية محمد جلبوط.

وقال بيان للخارجية الروسية بأنه جرى خلال اللقاء التأكيد على أن الحوار السياسي السوري- السوري الواسع، ومن دون شروط مسبقة وبمشاركة جميع المجموعات العرقية والدينية في المجتمع السوري، يمكنه أن يساعد على استعادة السلام والاستقرار في سوريا وإنشاء الظروف لتحسين الوضع الإنساني للسوريين.

وقالت أمين عام الحزب الوطني للشباب للبناء والتغيير بروين إبراهيم في مذكرة قدّمت للخارجية الروسية أن “المؤشرات الأولية للتعامل الأممي الدولي و الإقليمي و الداخلي في وضع آليات الحل السياسي السوري، تشير إلى إقصاء متعمد لبعض الأطراف، سيؤدي لا محالة إلى نشوب صراع من نوع آخر لن يكون تطويقه بالأمر السهل لأنه سيكون صراعاً أهلياً يقود إلى مزيد من الدماء بين السوريين، و حينها ستبدو الأزمة السورية التي مرَّت، مشهداً عابراً في حياة السوريين”.

وناقشت المذكرة التي قدّمتها ابراهيم، الدور الكردي وتشعباته متحدثة عن موقف الشارع الكردي بعمومه وموقف الحراك المجمعي الكردي الذي يبحث وبحسب ابراهيم “عن ولاء واحد فقط، للحالة التعايشية التاريحية بينه و بين باقي المكون السوري، و بعيداً عن البحث عن أسباب التصارع التي تحاول أغلب أطراف المعادلة السورية إلى سوق السوريين إليها”.

وأكدت ابراهيم على أن “البديل الواضح الهادئ العقلاني القانوني -لحالة الصراع والتجاذبات- هو إشراك المكون الكردي و منه الاتحاد الديمقراطي في صياغة مستقبل البلاد من خلال حقه الطبيعي بأن يكون شريكاً بالعملية التفاوضية على هذا المستقبل و برعاية و ضمانات كل الأطراف الدولية و الأممية لضمان حسن تنفيذ أي مشروع وطني قادم اتجاه السلطة و اتجاه الاطراف الاقليمية التي ترى ضرراً لها في تمتع الكرد السوريين بحقوقهم القانونية الدستورية، وخاصة تركية، التي يعني لها ذلك، فرض حل قانوني واضح لقضية ملايين الكرد الاتراك و بضمانات دولية و أممية”.

وعن رؤيتها للحل الوطني للأزمة السورية، قالت ابراهيم “لن يتجسد الحل الوطني نهائياً بمجرد انتصار الارادة الشعبية السورية أو الجيش السوري وحلفاءه أو حتى الأطراف الدولية الأخرى، على فلول الإرهاب، بل على العكس تماماً فإن هذا الانتصار يقود لجملة من الاستحقاقات السياسية و القانونية الداخلية لضمان انتاج سوريا وطن كل ابناءها”.

وأكدت أمين عام حزب الشباب للبناء و التغيير على “قدسية التراب السوري و الحالة السيادية لعموم الوطن السوري على كامل ترابه التاريخي، مؤكدة في الوقت ذاته على أن الاستحقاقات السورية السياسية و السيادية و القانونية القادمة، لن يتم حلها بما يخدم عموم الشعب السوري، ما لم يتم تمثيل كل المكون السوري و خاصة الكردي في العملية التفاوضية لرسم مستقبل سوريا وطن لكل أبناءها”.

وقال الشيخ نواف الملحم أمين عام حزب الشعب لتلفزيون الخبر عن الحالة الإقصائية التي تتحدث عنها المعارضة السورية الداخلية، أنهم كقوى مختلفة ومعارضة في الداخل السوري يلمسون الاقصاء المتعمد من القوى المعنية بالملف السوري إقليميا ودوليا، وأضاف البشير أن هذه القوى لا تتعامل مع المكونات المعارضة الوطنية في الداخل كمعارضات بناءة بل تتعامل معها كصنيعة للنظام والاجهزة الأمنية.

وأكد الشيخ الملحم أن قوى المعارضة السورية الداخلية تستمد شرعيتها بوصفها “معارضة” من خلال عملها في تمثيل وعكس رغبات الشارع والمجتمع السوري المختلفة، وان الاعتراف بهم كمعارضة في الداخل ليس رهناً أو حكراً على جهة ما، وأنهم كمعارضة داخلية لا يبحثون عن مكاسب وتقاسم حصص في المحافل الدولية بل يعملون على إيصال صوت الشارع السوري وأحلامه ومعاناته.

يذكر أنه تمت خلال اللقاء بحسب بيان الخارجية الروسية مناقشة مفصلة للوضع السياسي العسكري في سوريا مع التركيز على ضرورة تسريع تسوية النزاع، وتعزيز دور المؤسسات الاجتماعية، بهدف مشاركتها الفاعلة في استعادة البنية التحتية الاقتصادية للبلاد.