“وسخ الدنيا يلاحق أهل الآخرة”.. مقبرة سريحين بحماة “طايفة” بالصرف الصحي

تعرضت مقبرة سريحين في مدينة حماة، الواقعة جنوب نادي الفروسية، للغرق بمياه الصرف الصحي القادمة من حي المشاع القريب من المقبرة.

وأظهرت الصور التي نشرت عن المقبرة فيضان مياه الصرف الصحي فيها، الأمر الذي أدى لتشكل برك مياه بكافة الأحجام حول القبور وبمعظم أجزاء المقبرة”.

وتحولت المقبرة التي من المفترض أن تكون آخر مرقد هادئ للموتى، إلى ساحة طينية مغمورة بالمياه، ليبقى “وسخ الدنيا” ملاحقاً تلك القبور التي يصعب حتى الوصول إلى بعضها، بسبب إحاطتها بمياه الصرف الصحي من كافة الجهات.

وأوضح أحد الأهالي لتلفزيون الخبر أن “مياه الصرف الصحي تصب في المقبرة لأن الشبكة مفتوحة باتجاه المقبرة”، مشيراً إلى أنه “لا يبدو أن أحد من مجلس المدينة مهتم بحل المشكلة حتى الآن”.

وبين مصدر مسؤول في مجلس مدينة حماة لتلفزيون الخبر أن “مشكلة الصرف الصحي في المنطقة مصدرها منطقة عشوائيات بحاجة لتنظيم، وهذا التنظيم يحتاج لوقت، لذلك يتم اللجوء للحلول الاسعافية عبر الصرف الصحي ما أمكن”.

وأكد المصدر على أنه “تتم متابعة الموضوع بالامكانيات المتاحة، والتنسيق مع شركة الصرف الصحي من أجل إيجاد حل اسعافي لحين تنظيم منطقة العشوائيات التي تسبب المشكلة”.

وبدوره ذكر مصدر مسؤول في مؤسسة الصرف الصحي بحماة أن “ورشات الصرف الصحي قامت بسحب كامل مياه الصرف الصحي من المقبرة”.

وأشار المصدر إلى أنه “على الرغم من ذلك فهذه الحلول تعتبر جميعها مؤقتة بسبب عدم تنظيم منطقة العشوائيات ومنه تمديد صرف صحي نظامي فيها”.

ولفت المصدر إلى أن “هناك قسطل صرف قامت الورشات بإنشائه لتحويل المياه عن المقبرة، لكن هذا القسطل تعرض للضرر، وقام البعض للأسف برمي الأوساخ فيه، ما أدى لانسداده وصعوبة اصلاحه”.

وأضاف المصدر أن “ورشات الصرف الصحي ستقوم بإصلاح هذا القسطل، كحل اسعافي”، داعياً ومشدداً على الأهالي “عدم رمي الأوساخ فيه مجدداً، حمايةً للعمل وحلاً للمشكلة واحتراماً لحرمة المقابر وحمايةً لها”.

ووعد المصدر بدوره “متابعة الموضوع بشكل دوري لحين إيجاد حل نهائي للمشكلة”، متأملاً “التعاون من كافة الأطراف، مسؤولين ومواطنين”.

يذكر أن مقبرة سريحين تعتبر أكبر وأقدم مقابر مدينة حماة التي تقع عند مدخلها الشرقي، وسمي بذلك نسبةً لقرية سريحين المعروفة بمساحاتها الخصبة الواسعة المحاذية لنهر العاصي.

وفا أميري – تلفزيون الخبر