العناوين الرئيسيةفلسطين

“هنا على صدوركم باقون كالجدار” .. في “زمن التطبيع” ذكرى يوم الأرض الفلسطيني تتجدد

نت دولة الاحتلال المزعومة في عام 1950 قانون “أملاك الغائبين” والذي قام على مصادرة الأراضي التابعة للفلسطينيين اللذين هُجروا من أرضهم جراء الاحتلال، إضافة لمصادرة أراضي من تبقى على أرض فلسطين باعتبارها “أملاك غائبة”.

ونص القانون على أن “كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ “لإسرائيل” مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها” حيث منع الاحتلال بمنطق التجبر العسكري الفلسطينيين من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام ليتسنى له مصادرتها.

وقام كيان العدو عام 1956 بإغلاق منطقة “المل” التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم ومنع الفلاحين من الدخول إليها بهدف إفراغها من سكانها، وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة لبناء مستوطنات صهيونية عليها في إطار ما عُرف بخطة “تهويد الجليل”.

وبلغ الاحتلال ذروة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية عام 1976 حين أقدم على الاستيلاء على حوالي 21 ألف دونم من أراضي الجليل، ومنها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وطرعان وطمرة وهو ما شكل الشرارة الرئيسية ليوم الأرض.

وأعلن رؤساء المجالس البلدية العربية بناءً على قرار “لجنة الدفاع عن الأراضي العربية” الإضراب الشامل في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفا عمرو وذلك رداً على الاستيلاء على أراضي “المل” ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة بتاريخ 13 شباط 1976.

وفي يوم 30 أذار 1976 هب الشعب الفلسطيني وأعلن إضراباً عاماً في كل من مدن وقرى الجليل والنقب واجتاحت المسيرات عموم الأراضي المحتلة واندلعت مواجهات دامية مع العدو أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

واستعانت قوات العدو في مواجهة الثائرين المدنيين بقوات مدعومة بالدبابات والمجنزرات ثم أعادت احتلال القرى الفلسطينية ولم تكتفِ بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم بفعل الاحتلال بل استولت على أراضي من بقي ضمن الأرض المحتلة.

وتأتي الذكرى 45 ليوم الأرض للتأكيد على المؤكد بأن الأرض حق لأصحابها، لا يمكن لأحد منح جزء أو كل منها أو منع هذا الحق وسلبه، خصوصاً مع المتغيرات السياسية الأخيرة المتمثلة بموجة التطبيع بين العدو وعدد من الأنظمة العربية.

وانضمت كل من أنظمة الإمارات والبحرين والمغرب والسودان إلى أنظمة مصر والأردن في عملية تطبيع العلاقات مع كيان العدو، والاعتراف به في خطوة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال.

ورغم كل التخبطات في الواقع العربي عموماً وضمن البيت الداخلي الفلسطيني على وجه الخصوص، أبى الشعب الفلسطيني التفريط بحقه واستمر في تضحياته رغم الهجمة الصهيونية المدعومة غربياً ومن بعض الأنظمة العربية لحل قضيته وجعلها في طي النسيان.

يشار إلى أن يوم الأرض شكل أول تحد منذ بداية الاحتلال بين الشعب الفلسطيني والعدو، حيث لم يستطع الكيان بكل ما يملكه من غطرسة عسكرية منع الفلسطينيين من التمسك بحقوقهم وترسيخ يوم الأرض، كيوم وطني يتم إحيائه كل عام في داخل الأرض المحتلة وفي الشتات.

يذكر أنه وبحسب معطيات هيئات فلسطينية استولى الاحتلال على أكثر من مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976 إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة وذلك كله بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الشعب الفلسطيني.

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى