العناوين الرئيسيةمجتمع

هم من لا يعرفون عطلة العيد.. العم “عدنان” شاعر وكاتب وعامل نظافة في حمص

تشعر بقوة وصلابة الخشب عند مصافحته، وتكاد تشتم رائحته التي انصبغت بها يداه بعد عمله بالزراعة لفترة طويلة في قريته الواقعة في منطقة السلمية بريف حماه.

وبعد أن تركها أملا بفرصة عمل أفضل في تدمر بريف حمص، باغتته الحرب وهجرته قسراً إلى حمص التي لا يدري إن كانت وجهته الاخيرة.

عدنان الحسيات، رجل خمسيني مع ملامح أرهقتها الشمس والغبار وانحناءات متكررة على طرقات شارع الستين بحمص، فتكاد لا تصدق أن عمره لا يلامس الستين بعينين متعبتين وتجاعيد يتسرب بينها العرق.

قال عدنان لتلفزيون الخبر: “الحمدالله على كل شي يا ابني، لدي ثلاثة أطفال يتعلمون في المدارس أحدهم نجح هذا العام بامتحان الشهادة الإعدادية وابنتين في الصف السادس والخامس”.

وأضاف: “أعمل منذ سنتين يوميا من الساعة السابعة صباحا حتى الواحدة ظهرا ضمن المنطقة المخصصة لي من دوار المواصلات وحتى مؤسسة العرين على الأوتوستراد وأقوم خلال عملي بجمع بعض المواد التالفة التي تباع لاحقاً”.

وبعد أن مسح جبينه المبلل بالعرق مرورا بشيب رأسه، قال: “والله حرّاقي اليوم بس بدنا نعيش وناكل لقمتنا بالحلال”، راتبي 45 ألف ليرة فقط ولا تكفي لأسبوع واحد أجار منزلي في حي البياضة مع الأكل والشرب فقط بوجود هذا الغلاء”.

وعن عمله، قال العم عدنان: ” بالطبع عملنا أنا وكل زملائي يعتبر شاقاً بعض الشيء، فلا حر الصيف يرحم ولا برد الشتاء أفضل، أعمل موظفاً بشركة تابعة للقطاع الخاص، يحق لنا يومين إجازة شهريا، ونعاني فيها من ضعف الراتب ونأمل بزيادته أو تقاضي منحة أسوة بموظفي الدولة”.

وأضاف: “لا أخجل من عملي بتاتا بل أفتخر به لأنه لا يقل أهمية عن غيره من الأعمال، وسأبقى أمارسه طالما “صحتي معي” مع أملي بوجود فرصة عمل دخلها أكبر ومريحة أكثر، “فالعمر الو حقو يا ابني”.

وأشار مازحاً: “لا تستهن بإمكانياتي الأدبية فباستطاعتي كتابة مواد صحفية أفضل منكم أنتم الصحفيين، ولي هواية بكتابة الشعر والخواطر “على كيف كيفك” .

وتابع: نعتمد مع الراتب على ما يقدمه لنا “ولاد الخير” من إكراميات ومساعدات بكل محبة واحترام، فالراتب وحده لا يكفي حيث أعمل بأي فرصة أجدها ولا أتكبر على أي عمل حتى ولو كانت “طقطوقة شغل” تكسبني بعض المال الحلال.

وختم: ” الله يرجع الخير للبلد يا عمو، بلدنا حلوة ومليانة خير والأهم ترجع المحبة يلي كانت بين الناس”، ومضى العم عدنان بعد شربه قنينة ماء كاملة “زرنقة” مع كلمات دعائه بالصحة والخير على كل السوريين “بجاه العيد دخيلو”.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر _ حمص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى