اقتصاد

هل “تبخرت” ال 50 ليرة المعدنية الجديدة؟

انتهى عام 2018 على خبر طرح ال50 ليرة الجديدة في الأسواق السورية، واستبدال “الخمسينات” المهترئة التي سببت الكثير من المشاكل خاصة في التعامل مع سائقي الباصات وأصحاب البسطات والصيادلة، وبعد أقل من شهر لم يعد أحد يراها تقريباً، فأين ذهبت الخمسين الجديدة؟

لم ترَ لونا الخمسين الجديدة بعد، وقالت لتلفزيون الخبر “سمعت أنو صارت بالسوق، بس بصراحة ما شفتا ولاحدا ردلي ياها، لا شوفير باص ولا صاحب محل وحتى الصيدلاني ردلي متل العادة لزقات طبية بدل الخمسين”.

وعبّر أبو أحمد، سائق باص نقل داخلي، عن غضبه ” شفناها أول كم يوم بعدين “تبخرت” ورجعنا لنفس المشكلة، خمسينات مافي والمهترية ما بتعجب حدا، يلي وصلت لإيدو بروظها أو خباها على ما يبدو”.

يبدو أن افتراض أبو أحمد يحمل الكثير من الصحة، فعمّة لبنى رفضت إعطاءها الخمسين الجديدة التي حصلت عليها بحجة أنها “ستحتفظ بها للذكرى”، تقول لبنى
” كأنها تحفة نادرة، أو ما عد رح ترجع تلاقي متلا”.

بدوره حسام، صاحب كشك، أشار ضاحكاً أثناء قيامه بوضع قطعة حلوى بدل خمسين لأحد الزبائن” شفتا وما شفتا، نحن تفاءلنا وقلنا خلصت المشكلة بس شو صار، وينا الخمسين الجديدة؟ الله أعلم”.

“لا أنسى نظرة شوفير السرفيس المستنكرة إليّ من خلال المرآة عندما أعطيته الخمسين الجديدة” قال ربيع “صرخ بوجهي شو هي؟ ليرة ؟ قلتلو هي الخمسين الجديدة معلم، وسط ضحكات الركاب”.

وتابع ربيع “قام عندها السائق برفع العملة نحو ضوء السقف ليتأكد من كلامي ، وقال لي : لا تواخذنا لسى ما تعودنا عليها”،
من ناحيتها أشارت منال إلى أنه “حتى عندما نذهب لاستبدال الخمسين الورقية التالفة يعطوننا بدلاً عنها خمسين ورقية جديدة، وعلى ما يبدو العملة المعدنية التي طرحت كانت كميتها محدودة “.

وأضافت “مع العلم أن استبدال العملة التالفة بالجديدة يحتاج إلى معاملات وإجراءات طويلة، دفعتني إلى تغيير رأيي بعد أن قررت استبدالها وتفاجأت بكثرة الروحات والجيات بين المكاتب”.

بعد وصولها إلى السوق بمدة قصيرة فقدت العملة المعدنية من السوق بشكل غريب ومثير للتساؤل، هذا في دمشق، أما في باقي المحافظات، أكد كل الذين سألناهم عن عدم رؤيتهم لها أبداً، وبعضهم لم يسمع أنها طرحت أساساً.

وكان المصرف المركزي أعلن طرح الخمسين الجديدة في الأسواق آخر العام الفائت، الخبر الذي أسعد السوريين بعد معاناة سنوات مع الخمسين التالفة، وتحمل الفئة الجديدة على الوجه الأول شعار الجمهورية العربية السورية وتاريخ السك وعلى الوجه الثاني صورة لصرح الجندي المجهول.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى