العناوين الرئيسيةموجوعين

نور طفلة في الثامنة من عمرها تعمل في محل لبيع الفروج لمساعدة عائلتها في حلب

تستيقظ باكراً الطفلة نور البالغة من العمر ثمانية سنوات، تنظر إلى ضوء الشمس الذي ينفذ من ثقوب شباك غرفتها الخشبي وتتأمل بالصباح، تحمل حقيبتها الممزقة على ظهرها التي تحمل في داخلها أحلامها وطموحاتها التي تراودها باستمرار، وتمضي.

تحلم نور أن تصبح طبيبة متخصصة في الجراحة القلبية، ورغبتها بأن تعالج المرضى للذين لا يملكون المال، بشكل مجاني، كما تقول لتلفزيون الخبر.

تمشي بطريقها إلى مدرستها وعيناها تحمل شحوباً حملها إياه عملها مع والدها في محل لبيع الفروج، وتؤكد أنها تبتسم وتتفاءل مع كل إشراقة شمس على أمل أن هنالك شيء جميل ينتظرها في هذه الحياة.

تعيش الطفلة نور في أحد ازقّة أحياء مدينة حلب الشرقية المهملة، مع عائلتها المؤلّفة من سبعة فتيات ووالديها، نور هي الطفلة الأكبر بين اخوتها، تعمل في الأجرة مع والدها في محل لبيع الفروج بعد دوامها المدرسي وهي في الصف الثالث الأساسي، تشارك الطفلة والدها هموم واعباء الحياة والمسؤوليات الكبيرة، وتصف نفسها بأنها “الرجل والمعين” لوالدها ولعائلتها .

وعن أبرز الصعوبات التي تواجهها الطفلة في مهنة بيع الفروج ؟ تقول نور بعفوية لتلفزيون الخبر” أصعب شيء هو عندما أرى والدي يقوم بذبح الدجاجة كيف تفقد روحها وهي تنازع رويداً رويداً بوجع وتألّم والدماء تسيل من رقبتها هذا المنظر يزعجني ويؤثّر بمشاعري واسأل نفسي، كم روحها عزيزة عليها”.

وتستدرك الطفلة “لكن الأمر أصبح عاديا مؤخراً ولم أعد أهتم لذلك” .

وتتابع نور “اكثر ما يزعجني هو التنمر من غالبية اصدقائي ويلقبونني باسم أبو عرب لأنهم يقولون لي ان هذه المهنة للذكور وليس للإناث، وينادوني بأسماء لا احبها منها بنت أبو الفروج وغيرها، ولا أحد يلعب معي ويمشي معي ويسخرون مني ولا أحد يضحك معي”.

و تكمل “يقولون بأن رائحتي زنخة دجاج ولكن هذه غير صحيح عندما آتي من العمل استحم بشكل يومي، لكن كل هذا لا يهمني لأنني أريد أن أساعد أبي ويجب أن أتحمل كل شيء من أجل ان أكمل علمي لأنه ليس بمقدور أبي أن يعلمني ويطعمني أنا واخوتي”.

وعن تنظيم وقتها بين العمل والدراسة تقول نور ” الوقت قليل جدا ولا يكفيني وايقاع الساعة سريع لكن أحاول بان اوازن قدر الإمكان، ولا أخفيك بأن عملي يأخذ اكبر قدر من الوقت وله تأثيرات على النشاط الجسدي وحالتي النفسية”.

وتضيف نور “في أغلب الاوقات عندما أعود إلى المنزل لا يكون لدي حب للدراسة بسبب التعب والجهد الذي ابذله من الصباح وحتى المسا، وفي الحقيقة هذا الشيء مازال يؤثر على تفوقي ونجاحي”.

وتقول نور أن أكثر ما يزعجها هو أن زملاءها في الصف “يصفونني بالغبية والكسولة لأنني لن اشارك معلمتي أثناء الحصة الدرسية وأحيانا اغفل على مقعدي بسبب قلة النوم نتيجة التعب الذي ابذله لأنفذ كل واجباتي وليس الكسل كما يعبر البعض”.

من جهته، يؤكد والد نور أنه “لا يوجد آب في هذا الكون يريد لابنه انغ يشقى ويتعب بل يريده سعيداً لا يفكر بأمور أكبر من سنه لأنها تشتته وتضعه في محور دوامة الحياة القاسية مما يولد الفشل الفكري لديه وفي الحقيقة الظروف الاقتصادية والمعيشية قاسية”

ويؤكد الوالد أن ابنته هي التي أصرت على العمل لكي تكمل علمها، لأنه “في الحقيقة ليس باستطاعتي ان اسدد حاجيات ومستلزمات المدارس”.

ويختم الوالد “انا فخور جداً بأبنتي ويومًا ما ستكون فاعلاً مهم في مجتمعنا بسبب تفوقها في دراستها العلمية، وانا سأظل أعمل لأخر يوم في عمري من اجل تأمين كل شيء تحتاجه عائلتي”.

محمد الحسين_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى