العناوين الرئيسيةبالمشرمحي

“نحنا الي منكره العيد”

جرت العادة أن يكون العيد جمعات للأهل و الأقارب، دعوات على ولائم و زيارات متبادلة، ملابس جديدة و فرصة للتفسح و “وتغيير الجو”. ولطالما كان هناك في كل عائلة شخص مستاء و كأنه “جاي غصباً عنو” .

وائل “خريج جامعي “، كان يكره العيد في فترة الطفولة و المراهقة من مبدأ التمرد على التقاليد.

يقول وائل لتلفزيون الخبر أنه شخص انطوائي لا يحب الجمعات و أنه بالحقيقة لم يكن على علاقة طيبة مع جميع أقاربه و لكنه في العيد مضطر لمجالستهم و مجاملتهم و تبادل الأحاديث و الأمنيات الطيبة معهم ، الأمر الذي جعله فيما بعد يسافر في العيد كطريقة للهروب من الواجبات و المجاملات.

ولطالما كرهت” سعدية” العيد بسبب عدم رغبتها في خوض لعبة التباهي باللباس الجديد و المكياج الفريد التي تحدث بين قريناتها من العائلة .

“لا أحب اللباس الرسمي” تقول سعدية لتلفزيون الخبر، ما المشكلة إذا لبست ال “تي شيرت ” و البنطلون الجينز المفضلين لدي في أول أيام العيد . الأمر الذي كان يسبب لها مشاكل مع والدتها لتكسب الأخيرة الجدال و تترسم سعدية و تذهب للقاء العائلة و هي “حاطه العقدة”، وعند الانتهاء من الواجبات العائلية يبدأ عيدها الحقيقي عندما تخرج مع صديقاتها و تلبس و تتصرف براحتها .

أبو محمود معيل أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص، يحب العيد و تقاليده و الجمعات مع الأهل ،و لكن ما يكرهه فعلياً هو آثار العيد على ميزانية منزله ،بالرغم من أنه مقتدر مادياً

يقول أبو محمود أن العيد نكبة على الصعيد المادي ، فجميع أفراد الأسرة بحاجة للباس جديد ،و يجب شراء حلويات للضيوف ، بالإضافة الى “العيديات” التي يُجبر على إعطائها للأولاد في العائلة و الحارة على الرغم من أنهم بنظره مصدر إزعاج لا أكثر .

كل ما سبق كان في الحديث عن العيد بالماضي “أيام العز” أما الآن فتغيرت الأحوال، وائل لم يعد قادر على السفر بالعيد هروباً من الواجبات العائلية وبنفس الوقت لم يعد مجبراً على هذه الواجبات لأن العائلة أصلاً تشتتت فنصف عائلته هاجر خارج البلد و من بقي انقطعت علاقته بهم لأنهم من توجه سياسي مختلف .

سعديه توقفت عن الجدال مع أمها و لم تعد تجبرها على الترسم بالعيد لأنها أصبحت تكتفي بالعيد بالذهاب الى قبر أبنها الشهيد .

أما أبو محمود فلم يعد مجبراً على شراء الملابس لأولاده و لا حلويات العيد و لا توزيع العيديات للأولاد فهو في العيد كما كل يوم آخر يقضي وقته “بالطابور” فيخرج من الصباح لشراء الخبز و انتظار ساعات على الفرن و على طابور البنزين و الغاز و الدواء ..الخ الخ الخ .

إيمى غسان-تلفزيون الخبر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى