فلاش

مي علي ابنة الـ 15 عام .. “دي جي” سورية طموحة

تغيرت نظرة المجتمع إلى كثير من الأعمال والهوايات في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان بعضها حكراً على جنس معين أو عمر معين، أصبح من المألوف أن نرى الفتيات في أعمال اعتدنا على “ذكوريتها”.

مي ابنة الـ 15 عاماً، تعد من أصغر الـ “دي جي” في الساحل السوري، بدأت العزف على آلة الـ “دي جي” بسبب حبها للموسيقى الصاخبة بعد إصرار منها، لتلقى تشجيعاً لم تكن تتخيله بعد حفلتها الأولى.

وعن اختيارها هذه الآلة، قالت مي لتلفزيون الخبر “أحب حضور الحفلات وأحب الموسيقى الصاخبة ومزج الأغاني، ولفتت هذا الآلة نظري، وأحببت أن أتعلم العزف عليها ومنذ حوالي 7 أشهر أقمت حفلاً أثناء رحلة وشجعني الجميع لمتابعة هوايتي”.

وتابعت مي “شاهدت فتاة تعزف في إحدى الحفلات وهذا الأمر شجعني كثيراً، وشعرت أنها آلة مثل العود أو الغيتار أو أي آلة أخرى، لكنها لم تكن متوافرة في طرطوس او اللاذقية أو حمص”.

وأضافت الشابة “بعد إقناع أهلي، تمكنا من شراء الآلة من دمشق، وبدأت تعلم كيفية العزف من خلال مواقع الإنترنت بداية، ثم تلقيت دروساً في الموسيقى لدى أحد المدرسين”.

وعن دراستها، قالت مي، وهي طالبة في الصف التاسع الأساسي، “أنوي إكمال تعليمي، ولدي أحلام وطموحات كبيرة في مجال الموسيقى، لكنني حالياً أمارس هواية العزف خلال أوقات فراغي وفي أيام العطل”.

تعتبر مي أن استجابة أهلها والمحيطين بها وتشجعيهم لها أعطاها “حافزا للدراسة أكثر” ، بينما لم تكترث لبعض الذين سخروا من اختيارها لهذه الآلة التي “تناسب الذكور أكثر”، حسب وصفهم.

من جانبها قالت السيدة “شهيرة” والدة مي، إنه “في البداية استغربت اختيارها لهذه الآلة تحديدا وتخوفت بعض الشيء، لكنني عندما لاحظت إصرارها ورغبتها، استجبت لها ومن ثم شجعتها لما وجدت منها التزاما وشغفا بهوايتها”.

وأشارت الوالدة إلى أن “دراستها خط أحمر، وهي الآن تتابع دروسها بشكل أفضل، وأرافقها في جميع الحفلات، ولا نقبل بأي مكان ﻹحياء حفلة ما، أنا فخورة بها، وسعيدة كونها تعمل ما تحب، وشجعتها أنا ووالدها لتتابع في هذا المجال”.

كما تتمتع مي بصوت جميل كذلك، وتقول والدتها “نصحها مدرس الموسيقى بالغناء لكنها لا تريد الدخول في هذا المجال الآن، وهي صغيرة بعد ربما مستقبلا تكون قادرة على تحديد خياراتها بشكل أفضل”.

وأضافت الأم “أشجع بناتي على أي هواية يردنها مهما كانت، وأشجع الأهالي على الإهتمام بمواهب أولادهم ومساعدتهم، دون الإلتفات إلى آراء الآخرين كثيرا، فالزمن تغير، وعلينا أن نصادق أبناء هذا الجيل كي نكسبهم”.

أن يمتلك الانسان حلما ويسعى لتحقيقه، وأن يلقى من يشجعه ويساعده للوصول إليه، بدل وضع العراقيل والحجج والوقوف في وجهه، و بحد ذاته نجاح، ولعل الشباب السوري يحتاج هذا الدعم والتوجيه اليوم أكثر من ذي قبل، ليعاود الإيمان بأن كل شيء ممكن إذا أراد.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى