العناوين الرئيسيةمن كل شارع

مياه الشرب تغيب عن اللاذقية في عز الشتاء وسكانها يطالبون بتطبيق “الحل الجبلاوي”

أطال الشتاء بقاءه في ديارنا السورية هذا العام، متخطيا مواعيد رحيله المعتادة، مناصرا لمحبيه الذين مابرحوا يخوضون “معارك” الخلاف مع عشاق الصيف، ومحبي الدفء.

غزارة
و”توصى” شتاء السوريين بهم، فأغدقت السماء أمطارها بغزارة هذا العام، وحضرت الثلوج مرارا، وعادت المياه “بقوة” إلى مجاريها، متخلية عن “بروتوكولات” مواعيد الرحيل، وحلول الربيع.

ورغم ما صاحب شتاء 2022 من طول عمر وسلامة، لكنه عجز عن دخول صنابير مياه اللاذقيين، كما يجب ويتواءم مع غزارة أمطاره، وإغداق ينابيعه، فحل الصيف “الجاف” مبكرا، في خزانات وحنفيات مياه البيوت، والتي غابت عنها المياه طويلا.

ما المشكلة؟
ويتحكم بوصول المياه بشكل طبيعي للمنازل، علاقة توافقية تجمع تغذيتي المياه والكهرباء، بيد أن تلك العلاقة، بدت مؤخرا “جافة”، وباتت أقرب للانفصال بالتراضي، أو “الحرد”، كل في بيت أهله “على مهلو”.

“تحضر المياه فتغيب الكهرباء، ولا تصعد المياه لبيوتنا، بغياب طاقة الدينمو، وتحضر الكهرباء، ونشغل الدينمو، فلا تصل المياه، وحينما تبدء بالتدفق، يحين موعد مغادرة الكهرباء، التي تزورنا لربع أو لنصف ساعة، إن وجبت معنا”، يقول مشتك، من جب حسن، لتلفزيون الخبر.

هي أزمة تعيشها أحياء عدة في المدينة المتكئة بين ضفاف أنهار من جهة، وبحر متوسط من جهة أخرى، تخير سكانها بين ضوء الكهرباء، أو عذوبة المياه، وترمي بظلالها، على العلاقة المتوترة، بين مياه “اللوادئة” وكهربائهم.

ماذا في جبلة؟

ولكن الأمر يختلف قليلا في الجارة، جبلة، فالمدينة تعيش على وقع “حل توافقي”، يجمع بين المياه والكهرباء، بمعدل ساعتي تغذية كهرباء متواصلة يوميا، فجر كل يوم، بشكل متناوب، أي قسم من المدينة يستفيد من الساعتين أيام السبت والاثنين والأربعاء، وقسمها الآخر أيام الأحد، الثلاثاء، والخميس.

وعند دوران “ديناموهات” المستفيدين من ساعتي التغذية، تصل المياه لخزاناتهم وصنابيرهم بشكل مستقر، ويجهزون احتياجاتهم من المياه بشكل كاف، حتى موعد التغذية التالي.

سؤال

وتساءل كثير من أهل اللاذقية عبر تلفزيون الخبر، حول سبب عدم تطبيق “التجربة الجبلاوية”، في مدينتهم، خاصة مع نجاحها بحل جزء من أزمة المدينة، والاستقرار نسبيا بواقع المياه.

الرد الرسمي

وقال مدير المياه في مدينة اللاذقية طارق اسماعيل، لتلفزيون الخبر، إن: “المديرية فكرت بتطبيق تجربة جبلة في اللاذقية، وعملت عليها منذ حوالي أسبوعين، خاصة مع تراجع ساعات التغذية الكهربائية في المدينة”.

وتابع “اسماعيل”: ” كهربائيا نحن غير قادرين على تطبيق تجربة جبلة باللاذقية، كون خطوط المياه متوافقة إلى حد كببر مع خطوط الكهرباء بجبلة”.

وأكمل “اسماعيل”: ” أما في اللاذقية فالمشكلة أن خطوط الحارات والمناطق متداخلة ببعضها، وليس هنالك توافق بين خطوط المياه وخطوط الكهرباء”.

محاولات

وأضاف “اسماعيل” لتلفزيون الخبر: ” حاولنا نقل تجربة جبلة الى اللاذقية، فنحن كما الطبيب يستمر بتجريب الطرق للوصول لأفضل حل، ووصلنا لنتيجة اننا لن نستطيع تطبيق العملية سوى على 20% من المدينة، وستحدث أخطاء كثيرة، خاصة أن الجزء المستهدف، لايشهد مشاكل مائية”.

وتابع “اسماعيل”: “مشاكل المياه محصورة بأماكن محددة فقط في مدينة اللاذقية، كمشروع الصليبة ومشروع شريتح والمشروع السابع، و أزمة الكهرباء عامة، فاذا كانت التغذية بالعاصمة ساعة كل 5 ساعات، فماذا يمكننا أن نتكلم بعد ذلك؟”.

وعود

ولفت “اسماعيل” عبر تلفزيون الخبر إلى أن: “المشكلة بانقطاع المياه عند قدوم الكهرباء، يعود لضعف الكهرباء، كونها عندما تأتي لمنطقة ما مدة نصف ساعة، يقوم كل الناس فيها بتشغيل ديناموهات المياه بوقت واحد، وهذا ما يؤخر وصول المياه لاخر الخطوط، ريثما يعبئ المستفيدون من أول الخط”.

وقال “اسماعيل”: ” هنالك وعود بتحسن كهربائي مطلع شهر حزيران، والموسم الحالي مبشر بغزارة بالري وتوزيع المياه بسبب امتلاء السدود نتيجة غزارة الأمطار، عكس العام الفائت حين فرغت السدود”.

وأوضح “اسماعيل” أنه: “بحال تراجعت نسبة التعديات على شبكة المياه بنسبة 50%، سيتحسن واقع تغذية المياه لجميع المناطق بشكل أكيد، خاصة مع تحسن واقع الكهرباء، ولو بمعدل ساعة ونص أو ساعة كل ساعات”.

الحماية الترددية

واستكمل “اسماعيل”: “مؤشر الحماية الترددية الكهربائية كان وضعه سيئا على نبع السن، وأثر على مضخاتنا في المنطقة، وسبب أعطالا فيها، ما أثر على ضخها للمياه”.

وختم “اسماعيل”: “في الصيف القادم هنالك وعود بإلغاء الحماية الترددية أو تخفيف تأثيرها بشكل كبير، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على واقع مياه المدينة، حيث أن جميع المضخات خضعت لصيانة وهي مراقبة بشكل دائم”.

للكهرباء كلمة

وكشف مصدر في مديرية كهرباء اللاذقية لتلفزيون الخبر، سببا آخر لتعذر تطبيق “الحل الجبلاوي” في مدينة اللاذقية، قائلا إنه : “في جبلة لايوجد مضخة رئيسية للمياه، بينما في اللاذقية هنالك 50 مضخة على مستوى المحافظة”.

وتابع المصدر: “نقوم بمؤازرة مديرية المياه بمساعدتها على الضخ المياه وفق نظام (يوم اي يوم لا)، واللاذقية بحاجة 70 إلى 80 ميغا واط فوق الكمية التي يتم التغذية بها، أي بمجموع 180 ميغا واط يوميا، لتطبيق هذه التجربة على مضخاتها، بينما بجبلة لا تتعدى الحاجة 20 إلى 25 ميغا واط بشكل يومي، لتطبيق التجربة”.

“الله يبعت الخير”

يذكر أن معدل هطول الأمطار لهذا الشتاء في محافظة اللاذقية، كان قارب من معدله السنوي بنسبة 90%، بحسب تصريح سابق للمتنبئ الجوي شادي جاويش لتلفزيون الخبر، وذلك قبل حوالي شهر ونصف من نهاية آخر المنخفضات الجوية الماطرة، التي مرت على المحافظة، مطلع الأسبوع الحالي.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى