العناوين الرئيسيةثقافة وفن

“مهدي المهدي” ينتهي من كتابة أول سيمفونية كلاسيكية سورية

وأخيراً انتهيت من تأليف سيمفونيتي الأولى التي سترى النور قريباً. أتمنى أن يضع هذا العمل الخطوات الأولى للموسيقا السيمفونية الشرقية عموماً والسورية خصوصاً، لكونه أول سيمفونية سورية بشكلها الكلاسيكي، ومبنية على ألحان تراثية سورية وعربية قديمة”.

بهذه العبارات توَّج المؤلف الموسيقي السوري “مهدي المهدي” جهد خمسة أشهر في اشتغاله الموسيقي الشرقي ضمن القالب السيمفوني، مبيناً أن الحركة الأولى من سيمفونيته مبنية على لحن “أنشودة الآلهة نيكال” وهو أول نوتة موسيقية في التاريخ، عُثر عليها في مملكة أوغاريت الأثرية.

وفي تصريح خاص لتلفزيون الخبر أوضح “المهدي” أن في سوريا تجربة سيمفونية وحيدة مؤلفة من حركة واحدة (قصيد سيمفوني) وهي لحن كتبه “صفوان بهلوان” ووزَّعه المايسترو السوري “نوري الرحيباني”، أما عملي فهو سيمفونية كاملة مؤلفة من أربع حركات، مبنية على ألحان تراثية قديمة منها لحن موشح “يا ذا القوام السمهري” لـ”عمر البطش”، وألحان تراثية أخرى كـ”ع العين يا أم الزلف” و”الموليا”.

وقال المؤلف الموسيقي السوري: “استعملت في الحركة الأولى أول نوتة في العالم والتي وجدت على أحفورة في أوغاريت، وتسمى “أنشودة الآلهة نيكال”، التي سبق وبنى عليها الموسيقي السوري “مالك جندلي” عملاً بعنوان “أصداء من أوغاريت”، لكن في عملي حاولت أن أطور المادة أكثر بشكلها السيمفوني بدل أن تكون مجرد مقطوعة بسيطة.

وأضاف “المهدي” أنه بنى الحركة الثانية باستخدام لحن بسيط جداً من فاصل “اسقِ العطاش” ألحان الموسيقي السوري “مجدي العقيلي”، واللحن اسمه “عطفاً أيا جيرة الحَرَمِ”، أما الحركة الثالثة فلحنها من ترتيلة آشورية قديمة جداً من منطقة ما بين الرافدين، مبيناً أن ألحاننا السورية عموماً مستوحاة من ألحان تراثية قديمة ومن موسيقى الأندلس.

وقال المهدي: أربع حركات هو الشكل الكلاسيكي للسيمفوني، وكل حركة مختلفة بالسرعة عن الأخرى، بمعنى أنني اعتمدت على القواعد الكلاسيكية الصارمة في البناء على قالب المؤلف “هايدن”، وهو أول من وضع أسس الأعمال السيمفونية، رغم أنه في عصرنا بات هناك أكثر من قالب سيمفوني، لكن كونها السيمفونية الأولى لي، أحببت أن أضعها على القالب الذي نظَّر له هايدن.

وأوضح المؤلف الموسيقي السوري: “نحن الآن في عصر التأسيس بالنسبة للأعمال السيمفونية ولسنا في العصر الحديث كما الغرب أو الدول التي سبقتنا بالموسيقى الكلاسيكية. خاصة أن موسيقانا أغلبها غنائية انطلقت من الشعر، وليس فيها كبير اهتمام بجانب التأليف الموسيقي الآلي، قائلاً: “أتمنى أن يضع عملي حجر الأساس للأعمال السيمفونية العربية عموماً، والسورية خصوصاً”.

وشكر المهدي “أندريه باتورين” أستاذ صف التأليف ضمن كونسرفتوار تشايكوفسكي في موسكو وهو واحد من أهم المعاهد الموسيقية في العالم، على دعمه بعدما أعجب بمؤلفاته الموسيقية ذات النكهة السورية، قائلاً: “لقد تبناني وآمن بموهبتي، ودعاني العام الماضي إلى روسيا حيث عُزِفَت مقطوعة “الرابسودي السورية الأولى” من تأليفي، لافتاً أنه سيقدم سيمفونته في أوركسترا مدينة دونيسك، ضمن مهرجان المؤلفين الشباب حول العالم.

يذكر أن “مهدي المهدي” عازف كمان وفيولا ومؤلف وموزع موسيقي، وهو خريج المعهد العالي للموسيقا اختصاص آلة الفيولا عام 2018، وخريج معهد صلحي الوادي للموسيقا عام 2007 باختصاص آلة الكمان، كما أنه قائد أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي للموسيقا منذ إعادة تأسيسها عام 2019، وعضو في الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية.

وله عدة تجارب في مجال التأليف الموسيقي والتوزيع الموسيقي في مختلف أنماط الموسيقا الأوركسترالية منها، وموسيقا الحجرة، وأعمال لآلات منفردة كالبيانو.

 

بديع صنيج- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى