العناوين الرئيسيةمحليات

من ينظم عمل الهيئة الناظمة للاتصالات؟ .. منمنمة حزينة لواقع درامي حد العبث

نشر تلفزيون الخبر مادة بتاريخ 29/6/2021 حول شكاوى واستفسارات المغتربين العائدين للقطر الذين لم يُعرِّفوا عن جوالاتهم عبر المنافذ الحدودية لتفعيلها على شبكات الخلوي السورية وعدم رد مدير الهيئة الناظمة للاتصالات على محاولات فريق التلفزيون الحثيثة للتواصل معه.

وكانت تمحورت الشكاوى والاستفسارات في تلك المادة حول الطريقة التي يمكن أن يُعرف بها المغترب عن جهازه الخلوي دون العودة للحدود وذلك لعدم وجود مراكز ضمن شركات الخلوي أو ضمن المحافظات وحصر هذا الأمر بالمنافذ الحدودية.

وفي وقت لاحق بعد نشر المادة، وصلت مساء 29/6 رسالة من قِبل صفحة الهيئة على “فيس بوك” كجواب على طلب فريق التلفزيون (في وقت سابق) بالحصول على رقم الجهة المخولة بالإجابة على استفسارات المواطنين، بهذا الخصوص.

واحتوت الرسالة رقم أرضي وعبارة “يوم الأحد” وفرحنا فرحاً كبيراً حتى اغرورقت عيوننا بالدموع، وعلى اعتبار أن الرد جاء يوم الخميس مساءً، خارج أوقات الدوام الرسمي، وهذا يدل على حرص أدمن صفحة الهيئة بالرد على أي رسالة، ولو متأخراً، على عكس مدير الهيئة الذي لا يرد أبداً، كان علينا الانتظار للأحد.

ولكن لأن “الحلو ما يكملش” ما إن بدأ الدوام الرسمي صباح الأحد حتى دخلنا في لعبة “المتاهة”، حيث تم التواصل مع الرقم المرسل عبر صفحة الهيئة، والذي فاجأنا بتحويلنا إلى شخص آخر قال أنه المخول بالإجابة.

وعند الاتصال بالشخص “المخول” اتضح أنه غير “مخول” وحولنا إلى المكتب الصحفي “المخول بدوره بالإجابة .

وكانت المفاجأة عندما اتصلنا بالرقم الذي أعطانا إياه “المخول الأول” اتضح أنه المكتب الصحفي لوزارة الاتصالات، الذين أجابوا أن لا علاقة لهم بهذا الأمر، وأن الأجوبة لدى الهيئة الناظمة، وليس الوزارة .

واضطررنا عندها لإعادة الاتصال مع الرقم الأول الذي حولنا، من جديد، لرقم جديد يعود لمدير التواصل في الهيئة والذي أخبرنا بدوره أن جواب الأسئلة عند مدير عام الهيئة وليس لديه ليعطينا رقم مكتب المدير العام الذي تواصلنا معه مجدداً متأملين أنه سيرد علينا على عكس المحاولات السابقة.

وأجابنا أحد موظفي مكتب المدير الذي استمع للسؤال (الذي احتاج سابقاً أكثر من أسبوع بحث للإجابة عليه) وبعد الانتهاء من طرح السؤال، طالبنا معاودة الاتصال بعد ساعة لمعرفة الجواب.

 

دقت ساعة العمل ..

وبالفعل، بعد ساعة، عاودنا الاتصال برقم مكتب المدير العام، وهنا كانت المفاجأة، نعم، لقد أحالنا إلى مدير التواصل (الذي تواصلنا معه سابقاً وقال إن الجواب عند المدير العام).

وفي رغبة لمعرفة هذا الجواب “المعجزة” عاودنا الاتصال بمدير التواصل الذي أخبرنا أنه يتمنى أن نتريث بنشر أي شيء بخصوص الأمر لأن الموضوع قيد الدراسة وسيصدر بخصوصه قرار قريباً.

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

 

هامش: ما سبق ليس مادة ساخرة، بل مادة جدية، تحمل في طياتها الكثير من الأسئلة، التي نخشى أن تضيع كما ضاع السؤال البسيط لشكوى المواطنين، وصارت “المتاهة” هي الشكوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى