فلاش

من هو “الراجل الواقف ورا سعد الحريري” ؟

أطلَّ رئيس الوزراء اللبناني “المُستَقيل” سعد الدين الحريري على شاشة التلفزيون الذي يملكه، “المستقبل”، في مقابلة حاول فيها تفنيد الادعاءات بأنَّه قيد إقامة جبرية أو مخطوف، ولكن المقابلة جاءت معاكسة تماماً لما يريد، واتخذت جانب التحليل الساخر تارة والساخر أكثر تارة أخرى.

وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أعلن من السعودية وبشكلٍ مفاجئ استقالة حكومته، وأتى ذلك تزامناً مع عملية قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعتقل على إثرها عدداً من الأمراء والوزراء، بزعم تُهم فساد وتبييض أموال، قيل أنها بالأساس عملية انقلاب أبيض، وكان الحريري على ما يبدو جزءاً من الانقلاب.

ولعل أكثر التعليقات الساخرة كانت حول هوية الرجل الذي ظهر خلف الحريري طوال المقابلة، وسأل الجميع “مين الراجل الواقف ورا سعد الحريري”، في تذكير بقصة مشهورة إبان الثورة المصرية عام 2011، حيث أعلن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان تنحية الرئيس السابق حسني مبارك، وظهر وراءه رجل يعبس، وأصبح هذا الرجل شخصية تندُّر مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي وأنشئت صفحة باسمه بعنوان “الراجل الواقف ورا عمر سليمان”.

ورصد تلفزيون الخبر عدداً من التعليقات اللبنانية والسورية على “تويتر” و”فيسبوك” بخصوص المقابلة، التي قيل أن الحريري كان مجبراً عليها، وظهرت عدة تحليلات بخصوصها شارك فيها عدد من كبار الصحفيين كسامي كليب وزياد حيدر وغيرهم.

ومن بين التعليقات الساخرة، بخلاف “الراجل الواقف ورا سعد الحريري” الذي لم يُعرَف من هو، ظهر التعليق الذي كتبته إحدى اللبنانيات والذي يقول “أستاذ سعد كلنا معك، قح قحتين إذا مخطوف وتلاتة إذا لاء”.

وتساءلت كثير من التعليقات عن الساعة الزرقاء التي كان يلبسها الحريري في إعلان الاستقالة والتي لم تظهر في المقابلة، وعن ذقنه غير المحلوقة، وتندَّر كثيرون على مضمون وفحوى المقابلة والكلام الذي قاله الحريري والذي كان واضحاً أن لهجة الهجوم على إيران وحزب الله خفَّت بشكلٍ مقصود، وذلك بإعادته لجملة “النأي بالنفس” 16 مرة في هذا السياق.

وفي سياق أحد ردوده، قال الحريري في جواب حول سؤال كيف وصل لهنا “والله ما بعرف بدك تسألي هارون هو يلي جابنا”، ولم يعرف من هو هارون ولكن أصبح أحد الشخصيات الكوميدية على ما يبدو على مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية، بالإضافة لقول الحريري إن استقالته كانت بمثابة “shock” أو صدمة، وبالفعل كانت صدمة ولكن ليس كما قال الحريري إنها إيجابية.

وكان للسوريين حصة أيضاً في التعليقات الساخرة، وذلك بعد رد الحريري على أحد الأسئلة المستفسرة عن استقالته بالقول “النظام ما بدو ياني”، لتسأله المذيعة بولا يعقوبيان “اي نظام قصدك؟”، ليرد الحريري “النظام السوري، ليش في غيرو نظام؟”، وأتت التعليقات السورية هنا بأغلبيتها متفاجئة، “مافي نظام غير عنا؟”، “النظام السوري رئاسي وئاسي يا سعد”، وغيرها من التعليقات الساخرة.

وكانت المديرة السابقة لمؤسسة الانتاج التلفزيوني ديانا جبور كتبت بشكل أكثر مباشرة على صفحتها على “فيسبوك” بهذا الخصوص قائلة “مدري ليش تذكرت عمر سليمان هو وعم يقرا بيان استقالة مبارك ووراءه هداك الرجال الغامض كما لو ان كان يخشى أن يخرج الناطق عن المنطوق، مع انه هالمرة ما شفنا وجه الرجل كما أنه لا يقف خلف الحريري بل بمواجهته”.

يذكر أن المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري وحتى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطرك الماروني بشارة الراعي يحاولون، دون جدوى، التوصل لدى محمد بن سلمان للقاء الحريري “المُستَقيل”، الذي يقال على العلن في لبنان إنه “مخطوف”.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى