اخبار العالمالعناوين الرئيسية

من هم الإيغور وما الذي أخرجهم للواجهة مؤخرا؟

تحت عنوان “حقوق الإنسان” الفضفاض الذي تتخذه أمريكا وسيلة لتحقيق أهداف سياسية معينة في هذا البلد أو ذاك، مثيرة قضايا تشغل بها العالم إعلامياً، ولا يمنعها أن تكون هي نفسها وقفت ضدها يوماً ما.

ومن هذه القضايا، وفي استهداف مباشر للحكومة الصينية، أثارت أمريكا ضجة حول قضية “الإيغور”، متهمة الصين ب اضطهادهم، فمن هم هؤلاء؟ ولماذا يبرز اسمهم إلى الواجهة في الوقت الحالي؟.

الإيغور هم عرقية من المسلمين الأتراك، يشكلون حوالي 45 في المئة من سكان منطقة شينجيانغ الصينية، بينما 40 في المئة هم من عرقية الهان الصينية، وأعادت الصين السيطرة على الإقليم عام 1949.

ظل اقتصاد المنطقة لقرون قائما على الزراعة والتجارة، إذ كانت بعض المدن مثل كاشغار مراكز رئيسية على طريق الحرير الشهير، وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949.

ويتهم الإيغور السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، بينما تقول الصين إن “ميليشيات الإيغور تشن حملة عنف تشمل التآمر للقيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدني من أجل إعلان دولة مستقلة”.

في تشرين أول الفائت، قررت الولايات المتحدة فرض قيود على منح تأشيرات للمسؤولين الصينيين بزعم “ضلوعهم في قمع واعتقال المسلمين من أقلية الإيغور في منطقة شينجيانغ الصينية”.

ورفضت الصين هذه المزاعم ووصفتها بأنها بلا أساس من الصحة، كما رفضت الصين التحركات الأمريكية ضدها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانغ، “هذه الاتهامات ليست أكثر من ذريعة تتخذها الولايات المتحدة للتدخل المتعمد في الشؤون الداخلية للصين.”

الإيغور والحزب الإسلامي التركستاني في سوريا

يعد الحزب الإسلامي التركستاني منظمة مسلحة ايغورية انفصالية تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، وتكافح هذه الحركة من أجل الحصول على استقلال إقليم شينجيانغ.

تم تصنيفها من قبل الأمم المتحدة سنة 2002 كمنظمة إرهابية، كما أدرجت واشنطن علناً حركة شرق تركستان، الإسلامية على قائمة التنظيمات الإرهابية في آب 2002 .

في كانون الثاني عام 2002 أصدرت الحكومة الصينية تقريراً يثبت أن زعيم الحزب “حسن محسوم “، التقى أسامة بن لادن في عام 1999، وتلقى وعودًا من المال، وأن بن لادن أرسل العشرات إلى الصين.

لكن زعيم وقائد الحركة حسن محسوم نفى هذه العلاقات التنظيمية وقال إن الصين تبالغ، ووصفها كوسيلة لحشد الدعم من الولايات المتحدة.

محسوم هذا لقي حتفه في الباكستان 2003، بحسب ما يشير مركز “فيريل” للدراسات، وجاء بعده “عبد الحق التركستاني” ليتحول الحزب نحو العالمية، ويبدأ بالتوسع وقتال الجيش الصيني ثم الباكستان، حتى يصل إلى سوريا.

تأسست المنظمة رسمياً في سوريا أوائل عام 2014، وتبعت لتنظيم “جبهة النصرة” ، وكان زعيمه آنذاك كان (أبو رضا التركستاني)، والذي قتلهُ سلاح الجو في الجيش العربي السوري في غارة على مشفى جسر الشغور التي كانت معقلاً له، فجاء بعده الإرهابي إبراهيم منصور.

أول ظهور لإرهابيي الحزب الإسلامي التركستاني (الأيغور) في سوريا، كان منتصف عام 2012 بأعداد قليلة، ثم راح العدد يتضاعف ليظهروا في محافظات حلب وإدلب وحمص واللاذقية، والداعم الأساسي هو جهاز الاستخبارات الوطنية التركي ويتزعمه صديق أردوغان (هاكان فيدان) لاحقاً.

شنّ الحزب الإسلامي التركستاني مع “جبهة النصرة” عدة عمليات ضد الجيش العربي السوري والمدنيين.

أول ظهور علني كان في أيار 2014 بالهجوم على أريحا، حيث شاركت تنظيمات “جند الأقصى” و”فيلق الشام” و”حركة أحرار الشام “و”أجناد الشام “و”جيش السنة” و”لواء الحق” في الهجوم بالإضافة “للنصرة”.

يومها ظهر الانتحاري “أبو هريرة” ابن فلوريدا 22 عاماً مواليد 28 تشرين الأول 1991 لاعب كرة سلة سابقاً واسمه الحقيقي (منير محمد أبو صالحة) من أب فلسطيني.

أبو هريرة هو أول إرهابي يحمل الجنسية الأميركية يقوم بتفجير نفسه في سوريا منذ بداية الأحداث 2011، التفجير الانتحاري جرى بالتنسيق بين النصرة و “كتيبة صقور الشام” ضد مكان تجمع الجيش العربي السوري يوم الأحد 25 أيار 2014 في قصر الفنار بأريحا، بسيارة مفخخة بـ17 طن من المتفجرات.

انتحاري ثاني شارك الأميركي الهجوم هو “داد الله” أو “يد الله” من مواليد الصين (الأيغور) بصهريج محمل بـ9 أطنان استهدف مبنى العرم.

الانتحاري الثالث هو (أبو تراب) من جزر المالديف بعربة BMB محملة بستة أطنان من المتفجرات، استهدف مقر قيادة الجيش الذي يعرف بتجمع الشامي أو كوع الحطب.

ثم توالت مشاركات التنظيم في الهجوم على الجيش العربي السوري والقرى المدنية مرتكباً مجازر غير مسبوقة، منها معركة (خان طومان) جنوب حلب أيار 2015.

كما شارك التنظيم الإرهابي في هجوم الغاب تموز 2015، حصار مطار أبو الظهور، حصار الفوعة. معارك حلب 2016. وكافة العمليات الإرهابية في ريف اللاذقية، اشترك التركستان مع “جيش الفتح” و”جند الأقصى” وجبهة النصرة” وتنظيمات إرهابي أخرى.

عُرِف الحزب بتجنيد الأطفال وتدريبهم على القتال منذ السادسة من العمر، لهذا أدرجت الأمم المتحدة عام اسمه في قائمة المنظمات الإرهابية، وقد شنّت الولايات المتحدة عدة غارات عليه في أفغانستان.

وحسب إحصائيات مركز فيريل للدراسات، تجاوز عدد مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني 16 ألف مقاتل في سوريا، يُضاف لهذا الرقم ثلاثة أضعافه على الأقل إذا قمنا بحساب عائلات وأطفال هؤلاء، ما يعني أن هناك ما لا يقل عن 64 ألف أيغوري بين طفل وامرأة ورجل تم توطينهم شمال غرب سوريا.

واحتل التركستان الأراضي الزراعية في ريف جسر الشغور الغربي كما احتلوا عدة قرى ومنازل ومحلات تجارية ومعاصر للزيتون، قطعوا الأشجار وباعوا الأخشاب وفككوا محطة زيزون وباعوها للأتراك.

ويشير المركز إلى أن ” كل هذا يجري تحت عيون نقاط المراقبة التركية والجيش التركي.

ويعتقد المركز أن “المشروع التركي في منطقة غربي إدلب وريف اللاذقية وصولاً إلى جنوب وشرقي لواء اسكندرون، هو توطين حوالي 200 ألف تركستاني والعدد يتضمن العائلات”.

ويجري توطين العائلات التركستانية بوتيرة متسارعة سواء في بلدات بجبل التركمان وجبل الباير حتى سلقين، كما تمّ بناء منازل وتجمعات سكنية جديدة لهم في “جبل السماق” في حارم، أو في القرى المسيحية التي هجّرت المجموعات الإرهابية سكانها بشكل كامل مثل اليعقوبية والغسانية وحلّوز وعطيرة.

يشار إلى أنّ تركيا منحت حوالي 300 ألف من الأيغور الجنسية التركية منذ عام 2011، بحسب إحصائيات ألمانية نشرها المركز.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى