سياسة

من سوتشي أطل يا وطني

1600 سوري وسورية تم توجيه الدعوة إليهم من القيادة الروسية المنظمة لمؤتمر سوتشي للحوار السوري السوري، وهو رقم شكل إلى حد ما صدمة للسوريين لضخامته.

التفاعل السوري المحلي، على وسائل التواصل الاجتماعي، مع المؤتمر لم يكن على قدر التطلعات الروسية، فالمؤتمر قوبل من السوريين، المؤيدين أقله، بحملة سخرية وتهكم، قد تكون تاريخية، بحكم أن الداعي للمؤتمر هو الحليف الروسي، والقيادة السياسية السورية دعمت المؤتمر إلى أقصى حد.

الجمهور السوري الموالي للدولة لم يكن يعبر سابقاً في حالات أصبغت عليها الدولة موافقتها بهذه الطريقة، فالمؤتمرات السابقة قوبلت بحد أدنى من السخرية والتهكم، وذلك لكونها في الأساس لم تقابل بأي نوع من الجدية أو الأمل لهؤلاء، فموالو الدولة مقتنعون بأن الشرعية الدولية التي تقف وراءها امريكا والغرب لن تكون إلا ضدهم.

إلى أي حد يستطيع المراقب القول إن ردود الفعل المتهكمة على المؤتمر تبين رأياً ضمنياً يحكم على المؤتمر بالفشل أو أقله بعدم تحقيق الحد الأدنى الذي يريده المنظمون، خصوصاً أن الجمهور الموالي حاصر المؤتمر من كل جهاته الأربع بالتهكم، إن كان من حيث العدد الكبير للمدعوين، أو اللقاءات الاستشارية قبله، أو حتى اسم المدينة سوتشي، أو من إعلان عدم حضر بوتين له.

أهم ما توقف عنده الجمهور هو عدد السوريين الذين كتبوا على صفحاتهم عبر “فيسبوك” أنهم “مسافرون إلى سوتشي”، الذي فاق عدد الذاهبين، في إشارة إلى أن الجمهور لم يعرف أساساً من هم المدعوون إلا بعد أن تسابقوا لتحديث حالاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر أنهم مسافرون لسوتشي.

أسئلة عديدة طرحت حول هوية المشاركين والمعايير التي تم انتقاؤهم على أساسها، 1600 شخص عرف السوريون منهم أعداداً قليلة، ممن يتميزون في مجالاتهم، كصحفيين واعلاميين وفنانين وسياسيين وغيرهم، بينما البقية غير معروفين، وحتى المعروفين منهم وقف الجمهور أمام اسمائهم، هل فلانة وفلان هم من سيقرر مستقبل سوريا ودستورها ؟ على أي أساس ؟ هل هم مؤهلون ؟.

أحد الأسئلة التي طرحها أحدهم كانت “آل الديك مدعويين ع سوتشي شي ؟”، طبعاً إجابات عدة تلقاها “طبعاً مدعويين، الحفلة مين بدو يحييها؟”، و”سمعت الشمس تهمس همس صباح الخير يا سوتشي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى