ثقافة وفن

من المسرح والتلفزيون إلى السياسة.. “محمود جبر” في ذكرى وفاته الحادية عشرة

ينحدر الفنان المسرحي الراحل “محمود جبر” من أسرة فنية ضمت ثلاث أخوة، زوجة، ابنتان، وحفيدة، تركوا جميعهم بصمة في المسرح والدراما التلفزيونية وحفروا مكانة خاصة للعائلة في ذاكرة السوريين.

وُلد محمود جبر عام 1935 في مدينة “شهبا” التابعة لمحافظة السويداء، ونشأ وتعلم في منطقة الميدان بدمشق، أخواه ناجي (الشهير بأبو عنتر) وهيثم جبر، وابنتاه ليلى ومرح جبر، تزوج من الفنانة هيفاء واصف وهي شقيقة الفنانة منى واصف، وله حفيدة تخوض هي الأخرى في مجال الدراما هي دانا جبر.

كانت بدايته من المسرح، حيث أسس جبر مع زملاء الدراسة في ثانوية الميدان أوائل الخمسينيات فرقة مسرحية للهواة، ثم احترف التمثيل المسرحي عام 1958، حيث قدم مسرحية “أنا والعذاب والزواج”، قبل أن يقتحم مجال الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل “الإجازة السعيدة” عام 1960، ثم فيلم “خياط السيدات” عام 1969، توالت بعدها أعماله والتي من أبرزها “صيد الرجال، نساء للشتاء، الغجرية العاشقة”.

قدم محمود جبر منذ الستينات من القرن العشرين عشرات المسرحيات، وكان له فرقته المسرحية الخاصة به، كما عمل مع العديد من الفرق المسرحية السورية، وإلى جانب المسرح قدم عدة أعمال سينمائية، إضافة للعديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، وعرف عنه التزامه ونشاطه وحبه للمسرح إذ عمل جاهداً في سبيل رسم البسمة على شفاه الجمهور.

وعرفت أعماله المسرحية بتميزها، وكان له جمهوره وخاصة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وعُيّن في عام 1959 خبيراً مسرحياً في وزارة الثقافة مديرية الفنون، وكان معه الفنان عبد اللطيف فتحي وعمر حجو.

وشارك إضافة إلى عمله كخبير في المسرح في “أبطال بلدنا” و”البورجوازي النبيل” و”ثمن الحرية”.

في أوائل الستينيات تفرغ للعمل في المسرح العسكري، وكان نشاطه كثيفاً بوجود مديره الفنان محمد شاهين، وأغلب المسرحيات المسجلة بالأبيض والأسود قدمها في المسرح العسكري.

لم يبتعد كثيراً عن التلفزيون وقدم فيه أعمالاً عديدة منها سهرات الإجازة السعيدة مع الفنان دريد لحام وكانت تبث على الهواء مباشرة، وفي عام 1973 كان يتابع الأحداث ويسمع الأخبار، فقدم مسرحية “ليش هيك صار معنا” وكان أول فنان يقدم مسرحية عن حرب تشرين.

انتخب عضواً في مجلس الشعب، وكان يعتبر أن تجربته السياسية أغنت تجربته الفنية، فأصبح أكثر قرباً من مشاكل الناس ومعاناتهم، وكان سعيداً لأنه نقل مشكلات المواطنين إلى أعلى هيئة تشريعية في سوريا.

توفي الفنان محمود جبر في 27 تموز عام 2008، عن عمر ناهز 73 عاماً، ودفن في مدينة دمشق.

رنا سليمان- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى