العناوين الرئيسيةثقافة وفن

من “أبو صياح” إلى “طوطح” مسيرة فنية زاخرة أبدعها “فنان الشعب” .. في ذكرى وفاة رفيق سبيعي

تصادف يوم 5 كانون الثاني 2017 ذكرى وفاة الفنان السوري رفيق سبيعي الشهير “بفنان الشعب”، رفيق سبيعي الذي قدم الأعمال الكثيرة التي أثرَت الفن العربي عامة والسوري خاصة، ويعد من جيل المؤسسين الذين صدرّوا الدراما السورية.

ولد رفيق سبيعي في 1 شباط عام 1930 في حي البزورية بدمشق القديمة، وهو ممثل ومطرب و”مونولوجست” منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، في عمر ثماني سنوات، بدأ رفيق سبيعي يحضر الموالد النبوية برفقة أخيه، وكثيراً ما كان يركض باتجاه المنشدين، مغنياً معهم التواشيح والأناشيد الدينية، منتقلا إلى أداء أغنيات رواد الفن الجميل.

اصطدم سبيعي بالمنظومة الفكرية التقليدية السائدة آنذاك التي تعتبر الغناء شيئاً معيباً، فكان جزاؤه الطرد خارج المنزل والاختباء داخل الخان أو النوم عند الفران، لم يكمل دراسته بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية وبدأ يعمل خياطاً ليساعد والده في تحمل أعباء ومصاريف المنزل.

وبعد أن فشل في مهنة الخياطة، بدأ يشارك في نوادي الكشافة وظهرت مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل، في المسرح وجسد مختلف الشخصيات في أعماله وترك بصمات متميزة في الحركة المسرحية، ولاحقاً في السينما والدراما السورية ليستحق وبكل جدارة لقب “فنان الشعب”.

بدأ مسيرته الفنية أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية مرتجلة على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرق فنية عدة كفرقة “علي العريس″ و”سعد الدين بقدونس″ و”عبد اللطيف فتحي” و”البيروتي” و”محمد علي عبدو”.

و أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال عام 1946، حيث صنع شخصية “​أبو صياح​” أو قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل، الشخصية الأشهر له.

وبعد سنوات قليلة على بداية عمله المسرحي أواخر الأربعينيات وتقديمه عدد من الأدوار المرتجلة، كانت النقلة الفنية في عام 1956 مع تأسيس المسرح الحر الذي عمل فيه معظم رواد الحركة المسرحية السورية.

كما كان سبيعي من بين الفنانين السوريين المؤسسين للمسرح القومي في العام 1960، وشارك في مجموعة من المسرحيات، وبعد غياب لسنوات عاد إلى المسرح عام 1996 ليشارك في مسرحية “مات ثلاث مرات” بتوقيع المخرج حاتم علي.

في التلفزيون كانت بداية ظهور رفيق سبيعي في مسلسل “مطعم السعادة” عام 1960 مع عدة فنانين منهم ​دريد لحام​ و​نهاد قلعي​ وتوالت أعماله بعدها، ثم في “مقالب غوار” و”حمام الهنا”، في شخصية “أبو صياح”.

ومن أهم أدواره تلفزيونياً، دور “الزعيم” في مسلسل “أيام شامية”، “الخشخاش”، ”دمشق يا بسمة الحزن”، ”العبابيد”، ”مبروك”، ”صقر قريش”، ”مرزوق على جميع الجبهات”، ”ليالي الصالحية”، ”الحصرم الشامي”، و”أهل الراية” 2008.

وكانت آخر مشاركاته في مسلسل “حرائر” عام 2015، وحاول رفيق سبيعي تقديم أدوارٍ يؤكد فيها حضوره كممثل بعيداً عن صورة “أبو صياح”، وتمكن من ذلك بنجاح عبر تقديمه لشخصية “طوطح” اليهودي في مسلسل “طالع الفضة” عام 2011.

وفي السينما، قدم رفيق سبيعي ما يزيد على الخمسين فيلماً، أحدثها “سوريون” في عام 2015، ومن أبرز مشاركاته السينمائية، دوريه في فيلمي السيدة فيروز الشهيرين “سفربلك” و”بنت الحارس″، كما شارك في مجموعة أفلام سورية أخرى منها “أحلام المدينة” و”الليل”.

كما أبدع “الزعيم” رفيق سبيعي في “فن المونولوج”، حيث كان فناً حديثاً قياساً لتلك الفترة لم يبرع فيه الكثيرون كبراعة السبيعي، ففي عام 1962 ظهر سبيعي في برنامج “نهوند” التمثيلي بشخصية شعبية “سعدو حنّي كفك”، وقدم أغنية بعنوان “حبك بقلبي دوم ساكن مطرحو”.

وشارك عبر إذاعة دمشق في برنامج للأغاني الضاحكة بشخصية “أبو صياح”، وتوالت أغنياته التي نالت حظها من الشهرة مثل ” تمام تمام هدا الكلام”، و”شروال أبو صياح”، و”شرم برم”، وكانت أغنيته “لاتزعلي ياشام” عام 2016 خاتمة رحلته الغنائية، وقدم أيضاً برنامجه الشهير “حكواتي الفن” ساردا فيه أسرار من الفن السوري.

وأما عن لقب “فنان الشعب” فهو اللقب الفريد الذي منح لرفيق سبيعي من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد، ليتابع بعدها سبيعي إبداعاته التي لاقت تكريمات عدة كان أهمها “وسام الاستحقاق” من الدرجة الممتازة الذي منحه إياه الرئيس ​بشار الأسد​ في عام 2008.

إضافة إلى تكريمه بوسام “نوط الفداء” الذي منحته إياه منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، كما حصل على جائزة “أدونيا” عن مجمل أعماله عام 2008، ومنحه الحزب السوري القومي الاجتماعي وسام الصداقة في عام 2014.

وفاز بجائزة أورنينا الذهبية في مهرجان الأغنية السورية السنوي.معلومات قد لا تعرفها عن رفيق سبيعي أطلق الرئيس السوري الراحل ​حافظ الأسد​ على رفيق سبيعي لقب “فنان الشعب”، في ثمانينيات القرن الماضي.

ورحل فنان الشعب بعد تلك المسيرة الفنية الحافلة والشاملة موصياً السوريين ببلدهم الموجوع، حيث قال في أحد لقاءاته الأخيرة: “وصلتُ إلى سن أعرف أنني قد أرحل في أي لحظة.. لذا دعوني أوصيكم ب​سوريا​ خيراً”>

 

تلفزيون الخبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى