العناوين الرئيسيةمجتمع

مقعد في الحديقة ومزرعة “بالشراكة” .. كيف يقضي الشباب السوري صيف الغلاء وقطع الكهرباء ؟

يجلس “حسام” (شاب جامعي 24 عاماً) على مقعد في حديقة دمشقية عامة يحيطها ظل الأشجار الذي يحجب قليلاً من شمس تموز الحارقة في وضح النهار.

يشغّل الشاب “سيكارته” ذات النوع الرديء، بحسب تعبيره، متبادلاً أحاديث الوضع المعيشي وانقطاع الكهرباء وإمكانية قدرته على مغادرة البلاد لتأمين مستقبله، مع صديقه الذي يبادله الهموم.

يقول الشابان لتلفزيون الخبر، في إجابة على سؤال، لماذا تجلسان هنا نهاراً؟ “نجلس لنحاول البحث عن عمل وتبادل الأفكار”، مردفان أنه “من غير الممكن ارتياد الكافيهات، فمن غير الممكن توفير كلفة فواتيرها في الآونة الأخيرة”.

وبينما يحاول “حسام” البحث عن فرصة عمل في بلد بإمكانه السفر إليه بأقل التكاليف، يحاول “مجد” (صديقه بالهم) إقناعه بانتظار فرص البلاد، يقول حسام “الصيف كيف بس مو إلنا”، البحث عن عمل هو الأولى”.

ويتابع “حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء الذي تزايد مؤخراً وغلاء كل شيء.. كل ذلك كفيل بأن نشتم الصيف ورفاهياته التي فقدناها”، يكمل “حتى الذهاب إلى المسبح بعيداً عن التفكير بالمنطقة الساحلية لم يعد لنا قدرة عليه”.

من جهة أخرى، تروي هبة (طالبة جامعية) محاولاتها المتكررة مع صديقاتها للبحث عن متنفس صيفي يناسبهن جميعاً، تلجأ الشابة في أغلب الأحيان مع صديقاتها إلى الجلسات المسائية على “البلكون” مع أركيلة و”شوية نقاريش”، على حد قولها.

وتضيف “نلجأ منذ الصيف الماضي إلى استئجار مزرعة على أطراف دمشق بالشهر مرة، نتقاسم الأجرة ونحضر حاجياتنا معنا من منازلنا، نقضي أوقات من الرقص والسباحة والمرح والفرح ونتبادل آخر قصصنا في محاولة لتخفيف وهج حر الصيف والقلوب المهمومة”.

فيما تروي “تسنيم” حكاياتها مع أخواتها اللاتي كنّ يذهبن في السنوات القليلة الماضية مساءً إلى أحد منتزهات ربوة دمشق التي تعد أخف وطأة مادياً من المطاعم ذات التصنيف”، تقول الشابة: “حتى مشوار الربوة صار مكلف”، مردفة “لم يعد يومياً مرة واحدة كل أسبوعين تكفي”.

وتتحدث “مايا” (موظفة في أحد الدوائر) عن تجربتها بممارسة رياضة المشي خلال الصيف بعد أن ضاقت بها السبل ذرعاً بأن تجلس في الكافيهات مع نفس أركيلة كما كانت سابقاً.

تقول: “جانب إيجابي، كنت أرغب دائماً بأن يكون لدي إرادة للمشي.. “عندي كم كيلو بدي إخسرهن”، هذا الصيف تلقائياً اتخذت من المشي هواية مفضلة”.

وبالعودة إلى “مجد” و”حسام”، تعبر نسمة مفاجئة قليلة البرودة خلال جلوسهما في الحديقة، يقول أحدهما للآخر “نسمة هوا .. نسمة هوا”، ليجيبه الآخر على سبيل التنذر: “إيه .. الصيف كيف”.

يذكر أن فصل الصيف بدأ في البلاد مع ارتفاع حاد لدرجات الحرارة، حيث تزامن تغيير الطقس مع تغيير وضع التقنين الكهربائي الذي تضاعف، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات خانقة يتربع الغلاء على عرشها، لتزيد بالتالي معاناة الشباب السوري وفقدانهم لأغلب المتنفسات الصيفية.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى