العناوين الرئيسيةمحليات

مع المعارك الشديدة على جبهاتها.. كيف تعامل الحلبيون مع الهزة الأرضية؟

ضربت “هزة ارتدادية” مساء يوم الجمعة عدة مناطق في سوريا، شعر بها السكان بشكل واضح في كل من مدن حلب وحماة واللاذقية والحسكة، في حين كانت شدتها أخف في العاصمة دمشق.

ووصلت الهزة الارتدادية إلى مناطق سوريا قادمةً من الزلزال الذي ضرب منطقة غازي عنتاب التركية، وأدى لوقوع ضحايا ودمار عدد من المنازل.

ونشر المركز الوطني للرصد الزلزالي بدمشق أنه “رصد هزة أرضية قوية بقوة 6.9 درجات على مقياس ريختر بعمق 10 كم”.

وأضاف المركز أن “الهزة رصدت بالقرب من الحدود السورية التركية، وتحديداً قرب “غازي عنتاب”، وشُعر بها في معظم أراضي الجمهورية العربية السورية”.

وكانت أقوى شدة للهزة الأرضية في سوريا بمدينة حلب، كونها الأقرب من مركز الزلزال، حيث استمرت الهزة لحوالي نصف دقيقة، وشعر بها بوضوح تام كافة سكان المحافظة بمختلف المناطق.

ووقعت الهزة الأرضية في الوقت التي تشهد فيه جبهات القتال الجنوبية والغربية في مدينة حلب معارك شديدة واستهدافات مكثفة ومتبادلة بين الجيش العربي السوري وإرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” ، علماً أن تلك الاستهدافات مستمرة بشكلها الكبير منذ بداية الأسبوع الماضي.

واستقبل أهالي مدينة حلب حادثة الهزة الأرضية بردود أفعال ساخرة، فالمدينة منذ أسبوع “عمتهز دون هزة”، حتى أن البعض اعتقد في البداية أن الهزة ناتجة عن صاروخ شديد أو تفجير نفق حصل بأحد المناطق.

واللافت في ردود الأفعال الحلبية هي أن “الخوف” أو “القلق” اختفى بشكل كامل، رغم شدة الهزة الأرضية التي طالت المدينة.

وأتت إحدى التعليقات قائلةً: “وقفت على هزة، ما كل يوم عمننهز”، إشارةً إلى اعتداءات مسلحي “النصرة” اليومية على احياء المدينة والمعارك الدائرة غرب المدينة.

والثواني التي حصلت فيها “الهزة” كانت متزامنة بالفعل مع استهدافات شديدة واشتباكات اندلعت بين الجيش العربي السوري وارهابيي تنظيم “جبهة النصرة” من جهة حي المالية بجمعية الزهراء، سمعت أصواتها بكامل المدينة.

وما أكد للأهالي أن الاهتزازات الحاصلة نتيجة الزلزال بالفعل، أن الاشتباكات والصواريخ توقفت حين حدوثها مباشرةً، إلا أن الاهتزاز استمر بشكل شديد، وعم السكون لحوالي عشرة دقائق جبهات المدينة بعدها، وسط حالة ارتباك انتهى بتأكيد استقرار الهززة وعودة الاستهدافات والاشتباكات وكأن شيئاً لم يحدث.

وبدأت الاتصالات الهاتفية بين الجيران والأقرباء، ليس للاطمئنان على الحال، بل للضحك والفكاهة حول ما تبقى من شدة لم تحل على المدينة وسكانها بعد.

ومن أبرز ردود الأفعال الساخرة حول الهزة الأرضية في حلب كانت من قبيل: “ما عاد ناقصنا إلا طوفان ونثبت أننا شعب تنح ما بموت”، و”الحمد لله هلأ ختمنا كافة أنواع الهزات بعد ما صرنا نعرف الفرق بين النفق والزلزال”.

ومن أحد التعليقات الرومانسية أيضاً: “استندت عأيدي اليسار وإذ عم هز.. افتكرت من نبض القلب والاشتياق.. طلعت هزة ارضية”، وأخرى ساخرة من الوضع المعيشي: “هزة أرضية.. قصف.. صواريخ.. برد… غلاء أسعار.. مافي كهربا ولا مازوت ولاغاز.. ابتسم أنت في حلب”.

وكما جاء في أحد التعليقات، فإن أهالي حلب تعاملوا بالفعل مع موضوع الهزة الأرضية على أنها “تغيير جو عن أخبار القصف والليرة والرز والسكر”.

وأكمل أهالي مدينة حلب حياتهم الاعتيادية التي لم تتغير لاقبل ولا بعد ولا حتى أثناء الهزة الأرضية التي انتهت ارتداداتها ولم تنتهِ بعد ارتدادات الحرب التي تهز المدينة بمفردها منذ سنوات.

 

وفا اميري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى