كاسة شاي

معمول العيد طقس شعبي يحتفل به السوريون مع كل عيد

رغم تغير الظروف وتبدل الأحوال، ماتزال رائحة معمول العيد نفسها لم تتبدل، تتسرب من منازل السوريين بمختلف طبقاتهم، وما يزال معمول العيد طقس شعبي لم تستطع الحرب تغييره.

وبعد مرور ست سنوات على الحرب في سوريا، ماتزال كعكة المعمول موجودة في منازل السوريين، رغم توقف قسم كبير منهم عن صناعتها في منازلهم، وتفضيلهم شرائها بكميات قليلة من الأسواق.

ومع قدوم عيد الأضحى المبارك، يعود المعمول ليملأ الأسواق، فصحن المعمول لابد أن يكون على طاولة العيد، حيث ما زال طقس صناعة حلويات العيد، طقساً تعاونياً، بين ربّات منازل العائلة الواحدة، تفتقده الكثير من العائلات التي فرقتها الحرب.

وفي سوريا، ورغم ضغط الوضع الاقتصادي، تحرص الكثير من العائلات، على صناعة وشراء “معمول العيد”، بحشواته التقليدية الأربع الفستق، الجوز، مربى النارنج، والتمر.

ومكونات المعمول مختلفة ومنها المكسّرات، والجوز والحشوات، وطحين السميد، والطحين الأبيض، و”المحلب” (مادة منكّهة خاصّة بالمعمول)، والزبدة، وماء الزهر والورد، والسمن بنوعيه الحيواني أو النباتي.

ويعتبر الجوز بأنواعه البلدي وهو الأغلى ثمناً، والأوزبكي، والأوكراني، لكن الفستق أياً كان مصدره يبقى اسمه الفستق الحلبي، وبهذا تكون المكسرات هي أغلى مكونّات المعمول ثمناً.

ويلي المكسرات السمن الحيواني الذي تضاعف سعره، بسبب صعوبة توفره من مصدريه الأساسيين، ريف حماة، ودير الزور، وكلاهما من المناطق الساخنة، لكنّ هذا لا يعني عدم توفر صفائح السمن الحموي في دمشق، في الوقت الذي تبدو فيه أسعار المكونّات الأخرى للمعمول عاديّة.

وبعدما تراجعت صناعة المعمول في المنزل خلال سنوات الحرب، بدأت الكثير من النسوة باستعادة هذا الطقس، وانتشر في الليالي السابقة للعيد صوت طرق قوالب المعمول ورائحة السمن والسكر.

وتقول جمانة لتلفزيون الخبر “عدت إلى صناعة المعمول قبل أيام من قدوم العيد، بعد أن توقفت عن ذلك خلال السنوات الماضية، ولكن اليوم شعرت أنه لابد لنا أن نعيد عاداتنا السابقة وفرحتنا بالعيد، وقمت بتخفيض الكمية حيث صنعت كيلو معمول بالجوز وكيلو معول بالتمر، واشتريت بعض السكاكر من السوق”.

وتضيف جمانة “ربما تكون الأسعار مازالت على حالها مرتفعة، و دخلنا قليل، ولكن يوجد فرح يملأ الأسواق، لم يكن موجوداً من قبل، وكانت لدي الرغبة بصناعة معمول وامتلأ منزلي برائحته كما السابق”.

وتقول ندى “معمول العيد طقس شعبي، واعتدنا عليه منذ الصغر، ولكن اليوم الظروف تبدلت وأصبح كيلو الجوز بأكثر من ثمانية آلاف ليرة، وأيضاً الفستق الحلبي والسمن والطحين، جميعها ارتفعت أسعارها، ولذلك نقوم بشراء كميات قليلة من الأسواق، ولكن صحن المعمول لم يغب عن طاولتي في العيد يوماً”.

والمعمول من الحَلويّات العربية المشهورة في جميع أنحاء الوطن العربي، ويُعد تحضيره واحداً من العادات والتقاليد المُرتبطة بالأعياد الإسلامية، فهو تعبير عن الضيافة والكرم.

ويُقدّم المعمول للضّيوف في أيام العيد مع الشاي والقهوة العربيّة، فهو تعبير عن فرحة النّاس بقدوم العيد وكذلك متعة للأطفال وجميع أفراد العائلة.

و يُحضّر المعمول السوري بنوعيه باستخدام الدقيق المُخصص للحلويات، وكذلك يتم حشوه بأنواع مختلفة من الحشوات مثل الجوز ، والتمر، والفستق الحلبي، واللوز المطحون والتمر، ولكلّ منها طريقة في التحضير.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى