العناوين الرئيسيةصحة

مستشفيات أغلقت وأخرى يهددها النقص.. أزمة أطباء التخدير تهدد القطاع الطبي في سوريا

تشهد سوريا انخفاضاً حاداً في أعداد أطباء التخدير على مستوى البلاد، حتى باتت بعض المستشفيات خالية كلياً من هذا الاختصاص.

وتحدث القائمين على رابطة التخدير وتدبير الألم في سوريا خلال برنامج “المختار” الذي يُبث عبر إذاعة “المدينة fm” وتلفزيون الخبر، عن الصعوبات التي يعاني منها أطباء التخدير في البلاد وعن خطورة انهيار القطاع الطبي في سوريا جراء ندرة عدد أطباء التخدير.

وأفاد المسؤول العلمي لرابطة التخدير وتدبير الألم فواز هلال بأن “تحذيرات أطلقت منذ ٥ سنوات واليوم وصلنا لما كنا نحذر منه، وكانت الحكومة السابقة استجابت لمطالب الرابطة من خلال صرف مكافئة شهرية قدرها ١٠٠ ألف لأطباء التخدير العاملين بالقطاع العام”.

وأكمل “هلال” أن “حتى هذا المكسب الوحيد تم إجهاضه، فالمالية قامت باقتطاع ١٨% ضريبة على الرغم من كونها مكافئة وثم قيمة المكافئة عام ٢٠١٧ مختلفة عن يومنا هذا من حيث القوة الشرائية”.

وتابع “هلال”: عدا عن ربط هذه المكافئة بعدة شروط منها عدم حصول الطبيب على أي إجازة إضافة لحرمان أطباء التخدير من حوافزهم التي يتقاضوها في القسم الخاص من مشافي التوليد العامة حيث صدر اجتهاد بمنع الدمج بين المكافئة والحوافز”.

وقالت رئيس رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء الدكتورة زبيدة شموط “اختصاصنا على مستوى العالم نادر وبعد الأزمة زاد النقص لدينا ونمط عمل طبيبنا ميداني بالمشافي كونه لا يملك عيادة”.

وأكملت “نعاني من ازدواجية القرارت بين الوزارات حيث هناك قرار عام يتبعه اجتهادات تختلف بين الوزارات”.

وأشارت “شموط” إلى أن “رابطة أطباء التخدير أنجزت ٣ دراسات على عدد أطباء في أعوام ٢٠٠٠ و٢٠١٦ و٢٠٢٠ والوضع الآن اسوأ من ٢٠٢٠ حيث فقدنا حوالي الثلث نتيجة السفر والوفاة جراء كورونا والتقاعد”.

وعن عدد أطباء التخدير في سوريا اليوم أجابت “شموط” أن ” الموظفين خلال ٢٠٢٠ كانوا ٥٨٧ طبيباً، بينما العدد داخل وخارج البلاد ٨٨١ طبيب”.

وبينت أن سوريا فيها “حوالي ٣٠٠ طبيب في داخل والعاملين في جميع مشافي القطر العامة والخاصة لا يتجاوزوا ٧٠٠ طبيب وهذا الرقم انخفض أيضاً”.

وبخصوص أعمار أطباء التخدير العاملين في البلاد تحدثت “شموط” قائلة “نملك ٤ أطباء تخدير تحت سن ٣٠ وبين ٣٠ و٦٠ كان ٦٥ طبيب ونملك ١١١٦ غرفة عمليات في البلاد بجميع القطاعات فكيف يمكن التغطية؟”.

ونوّهت “شموط” إلى أن “بالإحصائيات هنالك محافظات تفتقر لأطباء التخدير مثل الرقة وإدلب أما القنيطرة كان العدد 5 أصبح 3 وفي كل من درعا والحسكة طبيب تخدير واحد لكل محافظة”.

وحول أوضاع أطباء التخدير في جميع القطاعات أوضح “هلال” أن “وضع طبيب التخدير في القطاع العام أفضل من قطاع الخاص كون ما يعانيه في القطاع العام هو حال جميع الموظفين بينما في الأقسام الخاصة بقطاع الدولة نملك ذات التصنيف الوظيفي والرواتب مع باقي العاملين”.

ولفت “هلال” إلى أن “حوافز الأقسام الخاصة في مشافي الدولة تكون حوافز باقي الاختصاصات عشرات أضعاف طبيب للتخدير”.

وتساءل “هلال” أنه “إذا كان المشفى خاص يقتطع ما يحلو له من قطاع التأمين بينما الوضع في المشافي الخاصة، وعام ٢٠١٧ اقترحنا فصل الوحدات التخديرية عن الوحدات الجراحية ولم نحصل على أي جواب من أي جهة لعدم أهمية الموضوع لديهم”.

وبما يتعلق بأسباب ابتعاد الأطباء عن اختصاص التخدير، أوضح “هلال” أن “التعويض المادي يخيف الأطباء من دخول اختصاص التخدير وكل من يختص من الشباب هدفه السفر وهناك العديد من الأطباء يعملون على تغيير اختصاصهم اليوم لحجم المعاناة التي يتعرض لها طبيب التخدير”.

وذكرت “شموط” أن “هذا الاختصاص له عمر محدد لأن الضغط فيه عالي ونسبة الاحتشاءات فيه أعلى بالنسبة لباقي الاختصاصات”.

وتابعت “شموط” “لدينا أطباء تخدير صغار في السن توفوا خلال السنوات الماضية خلال انتشار فيروس كورونا وفترة الأزمة حيث أن الضغوط النفسية كانت صعبة عليهم وتوفوا باحتشاءات ونتمنى أن لا نخسر أكثر”.

وأكّدت “شموط” أن “الجرّاح مسؤول عن العمل الجراحي بينما طبيب التخدير مسؤول عن وظائف الحياة كاملة بالنسبة للمريض”.

وذكر “هلال” أن “المسؤولين السابقين الحكوميين والنقابيين كانوا يمتنعون من مواجهة إدارات المشافي الخاصة بسبب ما قد يكون مصالح مشتركة”.

وختم “هلال”: أصعب ما يمر به طبيب التخدير عدم التقدير حيث أن الإطراء للجرّاح بينما اذا حدث اختلاط يلقى باللوم على طبيب التخدير، و”أسوء ما نمر به كأطباء تخدير هو خيبة الأمل، فالنجاح لغيرنا وفي حالة الفشل يلقى باللوم علينا”.

ونوهت “شموط” إلى أن “لا يمكن لأي مشفى الاستمرار دون طبيب التخدير عكس باقي الأطباء”، محذرة بأننا “أمام خطر اغلاق المشافي، وهناك بعض المشافي خارجة عن الخدمة”.

وأضاف “هلال”: “حالياً بدأت المشافي الخاصة تقتنع بأن المشفى سيقف عمله دون أطباء التخدير وهم لم يكونوا متخيلين أنهم سيصلون لهذه المرحلة”.

الجدير بالذكر أن مشفى “الزهراوي” توقف عن العمل منذ عدة أشهر لعدم وجود طبيب تخدير فيه، بينما علق مشفى التوليد الجامعي عملياته مؤخراً للسبب ذاته، بحسب ما صرحت به “شموط” خلال حديثها”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى