محليات

مخيم “شاي ع الحطب”.. حوار سوري شبابي عن المواطنة والتماسك المجتمعي

أقام متطوعو مؤسسة مساحات، بالشراكة مع الكشاف فوج 17 من مفوضية طرطوس، مبادرة تخييم حملت اسم “شاي ع الحطب” على شكل مخيمين منفصلين في المخيم البيئي في محافظة طرطوس.

وهدف مخيم “شاي ع الحطب” إلى خلق مساحة للشباب السوري من مختلف بقاع الأرض السورية، والتعرف على قيم المواطنة والتماسك الاجتماعي، وتوسيع المعرفة عن ثقافات وتراث المحافظات السورية، وبناء علاقات شخصية بين المستفيدين، وبناء السلام ضمن لمدة ثلاثة أيام لكل مخيم، وبشكل مجاني بالكامل.

وقال منسق المبادرة من مؤسسة مساحات همام دوبا، لتلفزيون الخبر، إن “المخيم ضم نشاطات مشتركة بين المستفيدين الذين بلغ عددهم 60 مستفيد في المخيمين، حوت في مضمونها على جلسات حوارية تفاعلية قادها الشباب السوري بأرقى أشكال الحوار، وبكل ما تضمنه كلمة حوار من معنى، من خلال المشاركة الفعالة وفي غاية الدقة والاحترام للآخر”.

وتابع دوبا “تضمنت الجلسات الحوارية مواضيع حول التماسك المجتمعي، الذي طبق بشكل فعال من قبل المشاركين في المخيم، حيث قسمت الخيام لكل ستة أفراد، كل منهم من محافظة سورية مختلفة عن الأخرى، تشاركوا فيها النشاطات واعتبروها كمنزل لهم طيلة أيام المخيم، ومن فيها هم عائلة واحدة متماسكة”.

ومن الجلسات التي أجراها متطوعو مؤسسة مساحات مع المشاركين في مخيم “شاي ع الحطب”، كانت جلسة “المواطنة”، وبين دوبا أن “المشاركين توزعوا فيها على شكل ثلاثة فرق، واختار كل فريق منهم الحديث عن مفهوم تشمله المواطنة، كالحقوق والواجبات والمشاركة الفعالة”.

Image may contain: 2 people, people standing, tree, wedding and outdoor

واختتم حوار المواطنة بجلسة عملية، غرز فيها المشاركون في المخيمين 100 غرسة في المخيم البيئي وغابات القدموس، لتبقى الغراس أثراً ايجابياُ خلفه المخيم في منطقة إقامته.

وشرح دوبا أن “الجلسة الثالثة تمحورت حول نقاش ديني، حيث استضاف المخيم رجال دين من مختلف الأديان والطوائف والمحافظات، الذين ناقش معهم الشباب قضايا دينية كسرت الصورة النمطية عن بعد رجال الدين عن المرونة وتقبل الأسئلة دون أي قيود أو أحكام مسبقة”.

وأردف دوبا “جرى خلال الزيارة نقاش عالي السقف، وحضاري لأبعد الدرجات من قبل رجال الدين والمشاركين، وشمل بمجمله حديثاً حول النظرة الاجتماعية للدين بعد الحرب الأخيرة، واكتساب دروس من قصص رواها الشيوخ لقصص عايشوها أو طبقوها على الصعيد الشخصي، أو الديني كان لها دور في بناء المجتمع وتماسكه”.

ويختتم كل مخيم نشاطاته، بالإضافة إلى سهرات السمر والنشاطات الترفيهية والموسيقية، جلسة ختامية، حيث “يجتمع أبناء كل محافظة سورية سويةً لمدة ساعة، ثم يقدموا عرضاً عن محافظتهم”.

وذكر دوبا أن العروض شملت “الطعام، حيث استقدم فريق كل محافظة طعاماً خاصاً بمحافظته وشاركه مع البقية، والتعريف بعادات وتقاليد محافظتهم، بل ومصطلحاتها الخاصة، كذلك ذكر تراث وتاريخ والفلكلور الخاص بكل منطقة وسط جو مليء بالدهشة والمعلومات الجديدة على أغلب المشاركين”.

وعن مشاركة الكشاف فوج 17 من مفوضية طرطوس، في مخيم “شاي ع الحطب”، قال دوبا إن “الكشاف كان له دور بتأمين مكان التخييم، واستطاع من خلال مشاركة قادة من الفوج، ومجموعة من الكشافة، تنسيق الخيم، والمساعدة في إعداد الطعام والشراب، والمشاركة في الأنشطة الخارجية يداً بيد مع متطوعي مؤسسة مساحات”.

Image may contain: 1 person, smiling, standing, beard, outdoor and nature

ورأى دوبا أن “المخيم حقق غاياته بنجاح فاق التوقعات، حيث بنى علاقات متينة بين المشاركين وصلت لحد البكاء بعد انتهاء المخيم، واستمرت العلاقات بينهم من خلال الأحاديث المستمرة والدعوات إلى الزيارة، وبذلك حقق المخيم غاية بناء تماسك مجتمعي بعد أن جمع الأبناء السوريين من مختلف المحافظات والانتماءات الدينية والفكرية “.

وتابع دوبا “والأمر الأكثر سعادة عند مختلف المشاركين، هو الحوار الذي استطاع الشباب السوري خلقه بطريقة راقية، وحضارية، تغير الفكرة عن الشباب السوري غير القادر على تقبل الآخر”.

وتمنى دوبا “تكرار التجربة بالرغم من الإمكانيات المحدودة التي أقيم عليها المخيم، مع توسيع دائرة المشاركين والنشاطات المقامة، لاسيما أن أيام المخيم طبعت في ذاكرة المتطوعين تعابير وضحكات عايشوها مع المستفيدين لن تنسى”.

الجدير بالذكر أن مؤسسة مساحات هي مؤسسة تنموية غير حكومية وغير ربحية تعنى في مجال العمل والتنمية المجتمعية في سوريا، رخصت سنة 2016، عمل متطوعوها على حملات مختلفة منها “مشروع طيف” للطرقات المجتمعية، و حملة “صوتنا بأثر” خلال انتخابات مجالس الإدارة المحلية، ومبادرة “هوا شامي” المعنية بتعلم أقدم الحرف السورية التراثية.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى